3 - باب: القراض
1481 - أخبرنا قال: أخبرنا الشافعي رضي الله عنه، عن مالك، عن زيد بن أسلم، أبيه: أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرجا في جيش إلى العراق، فلما قفلا، مرا بعامل رضي الله عنهما فرحب بهما وسهل وهو أمير لعمر البصرة، وقال: ولو أقدر لكما على أمر أنفعكما به، لفعلت، ثم قال: بلى إن ههنا مالا من مال الله تعالى أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، فقالا: وددنا تفعل، فكتب لهما إلى رضي الله عنه أن يأخذ منهما المال، فلما قدما عمر المدينة [ ص: 217 ] باعا، فربحا، فلما دفعا إلى قال لهما: أكل الجيش قد أسلفه كما أسلفكما؟ فقالا: لا. فقال عمر رضي الله عنه: ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما. أديا المال وربحه فأما عمر عبد الله، فسكت، وأما عبيد الله، فقال: ما ينبغي لك هذا يا أمير المؤمنين، لو هلك المال أو نقص، لضمناه، فقال: أدياه، فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله. فقال رجل من جلساء رضي الله عنه: عمر رضي الله عنه رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عمر عبد الله وعبيد الله نصف ربح ذلك المال. أخرجه من كتاب الرهون والإجارات. يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا، فأخذ