[ ص: 60 ] خالد بن عرعرة ، عن علي -عليه السلام -
438 - قرئ على أبي أحمد عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي - ونحن نسمع - أخبركم أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي - قراءة عليه وأنت تسمع - أنا أحمد بن محمد بن الخليلي ، أنا ، أنا علي بن أحمد الخزاعي ، ثنا الهيثم بن كليب الشاشي إسماعيل القاضي ، ثنا ، ثنا حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب خالد بن عرعرة قال : عثمان ذعرني ذعرا شديدا ، وكان سل السيف فينا عظيما ، فجلست في بيتي ، وكانت لي حاجة في السوق لثياب اشتريتها [ ص: 61 ] فخرجت ، فإذا أنا بنفر في ظل جلوس ، نحو من أربعين رجلا ، وإذا سلسلة معلقة معروضة على الباب ، فقلت : لأدخلن فلأنظرن ، قال : فذهبت لأدخل ، فمنعني البواب ، فقالوا : دع الرجل . فدخلت فإذا أشراف الناس ، وإذا وسادة معروضة فجلست ، فجاء رجل جميل عليه حلة ليس عليه قميص ولا عمامة ، فإذا هو -رضي الله عنه - ثم جلس ، فلم ينكر من القوم غيري ، فقال : سلوني ، ولا تسألوني إلا عما ينفع ويضر . علي
فقال رجل : ما قلت حتى أحببت أن تقول ، أنا أسألك .
فقال : سل ، ولا تسأل إلا عما ينفع أو يضر .
فقال : ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا الملائكة .
ثم قال : أخبرني عن ما أسألك ، فقال : سل ، ولا تسأل إلا عما ينفع أو يضر .
فقال : ما والسقف المرفوع
قال : السماء .
قال : فما فالعاصفات عصفا
قال : الرياح .
قال : فما الجوار الكنس ؟
قال : الكواكب .
قال : فما والبيت المعمور
قال : قال علي لأصحابه : ما تقولون ؟ قالوا : نقول : هو البيت الحرام .
[ ص: 62 ] قال : بل هو بيت في السماء يقال له : الصراح ، حيال هذا البيت ، حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه ، ثم تلا هذه الآية : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ثم قال : أما إنه ليس بأول بيت كان ، قد كان نوح قبله ، وكان في البيوت ، وكان إبراهيم قبله وفي البيوت ، ولكنه أول بيت وضع للناس فيه البركة ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ، ثم حدث أن إبراهيم - عليه السلام - لما أمر ببناء البيت ضاق به ذرعا ، فلم يدر كيف يبنيه ، فأرسل الله السكينة ، وهي ريح خجوج لها رأس ، فتطوقت له بالحج ، فكان يبني عليها كل يوم سافا ، ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ الحجر قال لإسماعيل : اذهب فالتمس لي حجرا أضعه .
فذهب يطوف في الجبال ، فجاء جبريل بالحجر فوضعه ، فجاء إسماعيل ، فقال : من أين هذا ؟ قال : جاء به من لم يتكل على بنائي وبنائك ، فوضعه ، فلبث ما شاء الله أن يلبث ، ثم انهدم فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تنازعوا في وضعه . قالوا : أول من يخرج من هذا الباب يضعه ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب بني شيبة ، فأمر بثوب فبسط ، ووضع الحجر في وسط الثوب ، وأمر من كل فخذ رجلا أن يأخذ ناحية الثوب ، فأخذوه فرفعوه ، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه .
[ ص: 63 ] فقام رجل آخر ، فقال : أخبرني ، عن هذه الآية : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما حتى ختم الآية .
قال : عن مثل هذا فسلوا ، هذا العلم ، هو الرجل تكون له امرأتان ، إحداهما قد عجزت وهي دميمة ، فيصالحها أن يأتيها كل يوم أو ثلاثة أو أربعة .
فقام إليه رجل آخر فسأله عن هذه الآية : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن فأقيمت الصلاة فقام لما قتل .
روى قتيبة ، عن ، عن أبي عوانة ، عن سماك خالد بن عرعرة قال : سمعت وسأله رجل عن : عليا والذاريات ذروا و : فالحاملات وقرا و : فالمقسمات .