التالي السابق

عرض الحاشية

[ ص: 1119 ] 189 - قَوْلُهُ: (زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ التَّابِعِيُّ الْكَبِيرُ) انْتَهَى.

وَفِيهِ نَظَرٌ؛ فَإِنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ لَيْسَ فَرْدًا، وَلَهُمْ غَيْرُ وَاحِدٍ يُسَمَّوْنَ هَكَذَا، مِنْهُمْ زِرُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبٍ الْفُقَيْمِيُّ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: "لَهُ صُحْبَةٌ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَهُوَ مِنْ أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ، فَتَحَ خُوزِسْتَانَ" ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ فِي (ذَيْلِهِ) عَلَى الصَّحَابَةِ عَلَى ابْنِ مَنْدَهْ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ فَتْحُونَ فِي (ذَيْلِهِ) عَلَى (الِاسْتِيعَابِ) وَقَالَ: "وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى قِتَالِ جُنْدِ نَيْسَابُورَ" ذَكَرَهُ سَيْفٌ وَالطَّبَرِيُّ.

وَمِنْهُمْ: زِرُّ بْنُ أَرْبِدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ [ ص: 1120 ] رَبِيعَةَ، وَزِرُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ، أَحَدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيضٍ، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ مَاكُولَا الثَّلَاثَةَ الْمَذْكُورِينَ فِي (الْإِكْمَالِ) وَقَالَ فِي كُلٍّ مِنْهُمْ: "إِنَّهُ شَاعِرٌ" وَفَى هَذَا جَوَابٌ عَلَى الْمُصَنِّفِ؛ فَإِنَّهُ تَرْجَمَ هَذَا النَّوْعَ بِالْمُفْرَدَاتِ الْآحَادِ مِنْ أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ وَرُوَاةِ الْحَدِيثِ وَالْعُلَمَاءِ، فَخَرَجَ بِذَلِكَ الشُّعَرَاءُ الَّذِينَ لَا صُحْبَةَ لَهُمْ، فَيَرِدُ عَلَيْهِ الْأَوَّلُ فَقَطْ؛ لِأَنَّهُ صَحَابِيٌّ.

وَأَجَابَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَرِدُ عَلَى الْبَرْدِيجِيِّ، إِنَّمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مَا وَرَدَ مِنَ الْأَسْمَاءِ مِنْ طَبَقَةِ ذَلِكَ الَّذِي سَمَّاهُ إِمَّا مِنَ الصَّحَابَةِ أَوِ التَّابِعِينَ. كَذَا قَالَ، وَفِيهِ نَظَرٌ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَى الْمُصَنِّفِ قَطْعًا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُقَيِّدْ ذَلِكَ بِطَبَقَةٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[ ص: 1119 ] 189 - قوله: (زر بن حبيش التابعي الكبير) انتهى.

وفيه نظر؛ فإن زر بن حبيش ليس فردا، ولهم غير واحد يسمون هكذا، منهم زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي، قال الطبري: "له صحبة، وهو من المهاجرين، وهو من أمراء الجيوش، فتح خوزستان" ذكره أبو موسى المديني في (ذيله) على الصحابة على ابن منده، وكذلك ذكره ابن فتحون في (ذيله) على (الاستيعاب) وقال: "وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره عمر رضي الله عنه على قتال جند نيسابور" ذكره سيف والطبري.

ومنهم: زر بن أربد بن قيس بن لبيد بن [ ص: 1120 ] ربيعة، وزر بن محمد الثعلبي، أحد بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض، وقد ذكر ابن ماكولا الثلاثة المذكورين في (الإكمال) وقال في كل منهم: "إنه شاعر" وفى هذا جواب على المصنف؛ فإنه ترجم هذا النوع بالمفردات الآحاد من أسماء الصحابة ورواة الحديث والعلماء، فخرج بذلك الشعراء الذين لا صحبة لهم، فيرد عليه الأول فقط؛ لأنه صحابي.

وأجاب بعض المتأخرين أن مثل هذا لا يرد على البرديجي، إنما يرد عليه ما ورد من الأسماء من طبقة ذلك الذي سماه إما من الصحابة أو التابعين. كذا قال، وفيه نظر، وهو وارد على المصنف قطعا؛ لأنه لم يقيد ذلك بطبقة. والله أعلم.