الثانية : للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة .
قال الله تبارك وتعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية ، قيل : اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ .
وقال سبحانه وتعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار الآية .
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها حديث المتفق على صحته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي سعيد " لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".
ثم إن الأمة مجمعة على ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله - سبحانه وتعالى - أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم . تعديل جميع الصحابة،
[ ص: 892 ] [ ص: 893 ]