ومن أمثلة ذلك حديث: فهذه الزيادة تفرد بها "جعلت لنا الأرض مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا" وسائر الروايات لفظها: "وجعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا" فهذا وما أشبهه يشبه القسم الأول من حيث إن ما رواه الجماعة عام، وما رواه المنفرد بالزيادة مخصوص، وفي ذلك مغايرة في الصفة ونوع من المخالفة يختلف به الحكم. ويشبه أيضا القسم الثاني من حيث إنه لا منافاة بينهما. أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي،
وأما فإن بين الوصل والإرسال من المخالفة نحو ما ذكرناه، ويزداد ذلك بأن الإرسال نوع قدح في الحديث، فترجيحه وتقديمه من قبيل تقديم الجرح على التعديل. ويجاب عنه بأن الجرح قدم لما فيه من زيادة العلم، والزيادة هاهنا مع من وصل، والله أعلم. زيادة الوصل مع الإرسال
[ ص: 498 ]