الخامس: اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول أو بقبيل المرسل. الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا
مثاله: رواه "لا نكاح إلا بولي" في آخرين عن جده إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السبيعي، أبي بردة، عن أبيه، عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا هكذا متصلا. أبي موسى الأشعري،
ورواه سفيان الثوري، عن وشعبة، أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا هكذا.
فحكى أن أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل. وعن بعضهم: أن الحكم للأكثر. وعن بعضهم: أن الحكم للأحفظ. فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله، ثم لا يقدح ذلك في عدالة من وصله وأهليته. ومنهم من قال: "من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ فإرسالهم له يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته". الخطيب الحافظ
ومنهم من قال: "الحكم لمن أسنده إذا كان عدلا ضابطا، فيقبل خبره وإن خالفه غيره، سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة". قال "هذا القول هو الصحيح". الخطيب:
قلت: وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله، وسئل عن حديث: البخاري المذكور، فحكم لمن وصله، وقال: "الزيادة من الثقة مقبولة" فقال "لا نكاح إلا بولي" هذا، مع أن من أرسله البخاري شعبة وسفيان، وهما جبلان لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية.
ويلتحق بهذا ما إذا كان الذي وصله هو الذي أرسله، وصله في وقت وأرسله في وقت. وهكذا إذا رفع بعضهم الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه بعضهم على الصحابي، أو رفعه واحد في وقت ووقفه هو أيضا في وقت آخر، فالحكم على الأصح في كل ذلك؛ لما زاده الثقة من الوصل والرفع؛ لأنه مثبت وغيره ساكت، ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه؛ لأنه علم ما خفي عليه. ولهذا الفصل تعلق بفصل زيادة الثقة في الحديث، وسيأتي إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
[ ص: 443 ] [ ص: 444 ]