فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام، وجعله جوابا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف. وأخطأ في ذلك من وجوه، والحديث صحيح، معروف الاتصال بشرط الصحيح.
رحمه الله قد يفعل ذلك؛ لكون ذلك الحديث معروفا من جهة الثقات عن ذلك الشخص الذي علقه عنه، وقد يفعل ذلك لكونه قد ذكر ذلك الحديث في موضع آخر من كتابه مسندا متصلا، وقد يفعل ذلك لغير ذلك من الأسباب التي لا يصحبها خلل الانقطاع. والله أعلم. والبخاري
وما ذكرناه من الحكم في التعليق المذكور فذلك فيما أورده منه أصلا ومقصودا لا فيما أورده في معرض الاستشهاد، فإن الشواهد يحتمل فيها ما ليس من شرط الصحيح، معلقا كان أو موصولا.
ثم إن لفظ التعليق وجدته مستعملا فيما حذف من مبتدإ إسناده واحد فأكثر، حتى إن بعضهم استعمله في حذف كل الإسناد.
مثال ذلك: قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، قال كذا وكذا. روى ابن عباس كذا وكذا. قال أبو هريرة عن سعيد بن المسيب كذا وكذا، قال أبي هريرة عن الزهري أبي سلمة، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، وهكذا إلى شيوخ شيوخه. أبي هريرة،
[ ص: 430 ] [ ص: 431 ]