27904 4531 - (9344) - (2\412) عن قال: أبي هريرة، لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير [البقرة: 284]، فاشتد ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جثوا على الركب، فقالوا: يا رسول الله! كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزل عليك هذه الآية، ولا نطيقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا
[ ص: 211 ]
وعصينا، بل فقالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير"،
فلما أقر بها القوم، وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله - عز وجل - في أثرها: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [ البقرة: 285]، فلما فعلوا ذلك، نسخها الله عز وجل قال عفان: قرأها سلام أبو المنذر: يفرق فأنزل الله عز وجل: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت [ البقرة: 286]، فصار له ما كسب من خير، وعليه ما اكتسب من شر، فسر العلاء هذا: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال: نعم، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال: نعم، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال: نعم، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين [ البقرة: 287 ].
لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: