7852 [ ص: 354 ] 3845 - (7912) - (2 \ 291) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة".

التالي السابق

الشرح

* قَوْلُهُ: " سُنُونَ ": جَمْعُ سَنَةٍ .

* " خَدَّاعَةٌ ": - بِتَشْدِيدِ الدَّالِ - لِلْمُبَالَغَةِ، قِيلَ: أَيْ: تَكْثُرُ فِيهَا الْأَمْطَارُ، وَيَقِلُّ الرَّيْعُ، فَذَلِكَ خِدَاعُهَا; لِأَنَّهَا تُطْمِعُهُمْ بِالْخَيْرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ، وَقِيلَ: الْخَدَّاعَةُ: الْقَلِيلَةُ الْمَطَرِ; مِنْ خَدَعَ الرِّيقُ: إِذَا جَفَّ .

* " وَيُخَوَّنُ ": - بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ - : يُنْسَبُ إِلَى الْخِيَانَةِ .

* " الرُّوَيْبِضَةُ ": بِالتَّصْغِيرِ .

* " السَّفِيهُ ": وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ"; أَيِ: الْحَقِيرُ الْيَسِيرُ; أَيْ: قَلِيلُ الدِّينِ، قَلِيلُ الْعِلْمِ. وَفِي "زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ" : فِي إِسْنَادِهِ إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "الْكَاشِفِ": مَجْهُولٌ، وَقِيلَ: مُنْكَرٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ". قُلْتُ: وَفِي ابْنِ مَاجَهْ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، وَكَأَنَّهُ نَسَبَهُ إِلَى الْجِدِّ، لَكِنْ فِي "التَّقْرِيبِ": إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ بَكْرٌ الْمَدَنِيُّ، مَجْهُولٌ، مِنَ التَّاسِعَةِ، انْتَهَى. وَلَعَلَّ الْحَافِظَ اعْتَمَدَ عَلَى ظَاهِرِ ابْنِ مَاجَهْ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

* * *

* قوله: " سنون ": جمع سنة .

* " خداعة ": - بتشديد الدال - للمبالغة، قيل: أي: تكثر فيها الأمطار، ويقل الريع، فذلك خداعها; لأنها تطمعهم بالخير، ثم تخلف، وقيل: الخداعة: القليلة المطر; من خدع الريق: إذا جف .

* " ويخون ": - بتشديد الواو - : ينسب إلى الخيانة .

* " الرويبضة ": بالتصغير .

* " السفيه ": وفي رواية ابن ماجه: "الرجل التافه"; أي: الحقير اليسير; أي: قليل الدين، قليل العلم. وفي "زوائد ابن ماجه" : في إسناده إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، قال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقيل: منكر، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلت: وفي ابن ماجه: إسحاق بن أبي الفرات، وكأنه نسبه إلى الجد، لكن في "التقريب": إسحاق بن أبي الفرات بكر المدني، مجهول، من التاسعة، انتهى. ولعل الحافظ اعتمد على ظاهر ابن ماجه، والله تعالى أعلم .

* * *