الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5094 2730 - (5667) - (2 \ 92) عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=685714 " nindex.php?page=treesubj&link=30539_7860_30525_28662_30182_18562بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم".
* قوله: "حتى يعبد الله": ينبغي جعله تعليلا للبعث، لا غاية له، وقد سبق تحقيق الحديث.
* "ومن تشبه بقوم": قد سبق توجيهه اللائق بالمقام.
[ ص: 184 ] وكان الحسن يقول: إذا لم تكن حليما، فتحلم، وإذا لم تكن عالما، فتعلم، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم.
والحديث قد أورده nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وغيره في كتاب اللباس.
وقال بعض شراح "المشكاة": المتعارف في التشبه هو التلبس بلباس قوم، وبهذا الاعتبار أورده في كتاب اللباس، وهو بإطلاقه يشتمل الأعمال والأخلاق واللباس، سواء كان بالأخيار أو الأشرار؛ فإن في الأخلاق والأعمال يجري حكمه في الظاهر والباطن، وفي اللباس يختص بالظاهر.
وبالجملة حكم المشابه للشيء حكمه، ظاهرا كان أو باطنا، والمعتبر في باب التصوف هو التشبه بالأعمال والأخلاق.
قال الشيخ في "العوارف": التشبه: هو الترسم في أعمالهم وآدابهم؛ طمعا في الاتصاف بصفاتهم وأخلاقهم، انتهى.
قلت: والأظهر أن nindex.php?page=treesubj&link=30503من قصد التشبه بالصالحين، ولو باللباس، فيرجى له اللحوق بهم؛ لأن منشأ ذلك هو محبته إياهم، والمرء مع من أحب، ومن قصد بذلك الاشتهار، فحكمه قد علم من الحديث السابق، والله تعالى أعلم.