208 [ ص: 145 ] 160 - (208) - (1 \ 30 - 31) حدثنا حدثني سماك الحنفي أبو زميل، حدثني ابن عباس قال: عمر بن الخطاب، بدر، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاث مائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: " اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، فلا تعبد في الأرض أبدا " قال: فما زال يستغيث ربه عز وجل، ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه اللهم أين ما وعدتني؟ اللهم أنجز ما وعدتني، فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله، كذاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله - عز وجل - : أبو بكر، إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين [الأنفال: 9].
فلما كان يومئذ، والتقوا، فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا فقال وعمر، يا نبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ترى يا أبو بكر: قال: قلت: والله ما أرى ما رأى ابن الخطاب؟ " ولكني أرى أن تمكنني من فلان - قريبا أبو بكر، - فأضرب عنقه، وتمكن لعمر من عليا عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان، أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء. أبو بكر،
فلما أن كان من الغد، قال غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قاعد عمر: - رضي الله عنه - وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، وأبو بكر
[ ص: 146 ] قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الذي عرض علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة " - لشجرة قريبة - وأنزل الله - عز وجل - : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى: لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم [الأنفال 67 - 68]، من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم.
فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله تعالى: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير [آل عمران: 165]، بأخذكم الفداء. لما كان يوم