2213 1313 - (2212) - (1 \ 246) عن قال : ابن عباس ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة : 44] ، و فأولئك هم الظالمون ، و فأولئك هم الفاسقون ، قال : قال أنزلها الله في الطائفتين من ابن عباس : اليهود ، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية ، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة ، فديته خمسون وسقا ، وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة ، فديته مئة وسق .
فكانوا على ذلك حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يظهر ، ولم يوطئهما عليه ، وهو في الصلح ، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا ، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة : أن ابعثوا إلينا بمئة وسق . فقالت الذليلة : وهل كان هذا في حيين قط دينهما واحد ، ونسبهما واحد ، وبلدهما واحد ، دية بعضهم نصف دية بعض ؟ إنا إنما أعطيناكم
[ ص: 404 ] هذا ضيما منكم لنا ، وفرقا منكم ، فأما إذ قدم محمد ، فلا نعطيكم ذلك . فكادت الحرب تهيج بينهما ، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ، ثم ذكرت العزيزة ، فقالت : والله ! ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم ، ولقد صدقوا ، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا ، وقهرا لهم ، فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه : إن أعطاكم ما تريدون ، حكمتموه ، وإن لم يعطكم ، حذرتم ، فلم تحكموه . فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا ، فأنزل الله - عز وجل - : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا إلى قوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة : 41 - 47] ، ثم قال : فيهما والله نزلت ، وإياهما عنى الله - عز وجل - . إن الله - عز وجل - أنزل :