الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1671 934 - (1668) - (1 \ 192) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، قال : سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صوت ابن المغترف - أو بن الغرف - الحادي في جوف الليل ، ونحن منطلقون إلى مكة ، فأوضع عمر راحلته ، حتى دخل مع القوم ، فإذا هو مع عبد الرحمن ، فلما طلع الفجر ، قال عمر : هي الآن ، اسكت الآن ، قد طلع الفجر ، اذكروا الله . قال : ثم أبصر على عبد الرحمن خفين ، قال : وخفان ؟ ! فقال : قد لبستهما مع من هو خير منك ، أو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : عزمت عليك إلا نزعتهما ; فإني أخاف أن ينظر الناس إليك ، فيقتدون بك .

التالي السابق


* قوله : "الحادي في جوف الليل " : أي : سائق الإبل الذي يتغنى لها .

* "فأوضع " : أي : أسرع .

* "هي " : خبره محذوف ; أي : ساعة الذكر ، يدل عليه ما بعده .

* "عزمت عليك إلا نزعتهما " : كان - رضي الله تعالى عنه - يرى أنه لا ينبغي لبس الخفاف إلا عند الحاجة ، وأن استعمالها بلا حاجة من زي الأعاجم ، فلا ينبغي ; لأنه يؤدي إلى البطالة وحب الراحة ، والإنسان ما خلق لذلك ، ويدل على هذا ما سبق في "مسنده" ما رواه أبو عثمان النهدي : أنه كتب إلى عامله عتبة بن فرقد ، وفيه : وألقوا الخفاف .

وفي "المجمع " : وفيه عاصم بن عبيد الله ، وهو ضعيف .

* * *




الخدمات العلمية