17323 7692 - (17777) - (4\198 - 199) عن حبيب بن أبي أوس، حدثني من فيه، قال: عمرو بن العاص الخندق، جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني، ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون، والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا كبيرا ، وإني قد رأيت رأيا، فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق فنكون عنده، فإن ظهر بالنجاشي محمد على قومنا، كنا عند فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي النجاشي، محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا ، فلن يأتينا منهم إلا خير، فقالوا: إن هذا الرأي. قال: فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدما كثيرا، فخرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاء وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن عمرو بن أمية الضمري، جعفر [ ص: 355 ]
وأصحابه. قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية، لو قد دخلت على فسألته إياه فأعطانيه، فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت النجاشي قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد.
قال: فدخلت عليه، فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئا؟ قال: قلت: نعم أيها الملك، قد أهديت لك أدما كثيرا، قال: ثم قدمته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيها الملك إني قد رأيت رجلا خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أن قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟ قال: قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، قال: قلت: فبايعني له على الإسلام، قال: نعم، فبسط يده وبايعته على الإسلام، ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي.
ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم، فلقيت وذلك قبيل الفتح، وهو مقبل من خالد بن الوليد، مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم، وإن الرجل لنبي، أذهب والله أسلم، فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم فأسلم وبايع، ثم دنوت، فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر وما تأخر ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا خالد بن الوليد عمرو، قال: فبايعته ثم انصرفت. بايع، فإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها "، [ ص: 356 ] لما انصرفنا من الأحزاب عن
قال وقد حدثني من لا أتهم أن ابن إسحاق: " كان معهما أسلم حين أسلما". عثمان بن طلحة بن أبي طلحة