12454 5677 - (12865) - (3\181) عن قال: أنس بن مالك، أبو طلحة وهي أم سليم، أم أنس قال: فولدت له بنيا، قال: فكان يحبه حبا شديدا، قال: فمرض الغلام مرضا شديدا، فكان والبراء. يقوم صلاة الغداة يتوضأ، ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي معه، ويكون معه إلى قريب من نصف النهار، فيجيء فيقيل ويأكل، فإذا صلى الظهر، تهيأ وذهب، فلم يجئ إلى صلاة العتمة. أبو طلحة
قال: فراح عشية، ومات الصبي، قال: وجاء قال: فسجت عليه أبو طلحة،
[ ص: 351 ] ثوبا وتركته، قال: فقال لها يا أم سليم! كيف بات بني الليلة؟ قالت: يا أبو طلحة: ما كان ابنك منذ اشتكى أسكن منه الليلة. قال: ثم جاءته بالطعام، فأكل وطابت نفسه، قال: فقام إلى فراشه، فوضع رأسه. قالت: وقمت أنا فمسست شيئا من طيب، ثم جئت حتى دخلت معه الفراش، فما هو إلا أن وجد ريح الطيب، كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله. أبا طلحة!
قال: ثم أصبح يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم، قال: فقالت له: يا أبو طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها، ثم طلبها فأخذها منك، تجزع من ذلك؟ قال: لا. قلت: فإن ابنك قد مات. قال أبا طلحة! فجزع عليه جزعا شديدا، وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمره في الطعام والطيب، وما كان منه إليها. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : " هيه، فبتما عروسين وهو إلى جنبكما! " ، قال: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنس:
قال: فحملت تلك الليلة، أم سليم قال: فتلد غلاما، قال: فحين أصبحنا قال لي بارك الله لكما في ليلتكما " . احمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحمل معك تمر عجوة. قال: فحملته في خرقة، قال: ولم يحنك، ولم يذق طعاما ولا شيئا. قال: فقلت: يا رسول الله! ولدت أبو طلحة: قال: " الله أكبر، ما ولدت؟ " ، قلت: غلاما. قال: " الحمد لله " ، فقال: " هاته إلي " ، فدفعته إليه، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أم سليم.
ثم قال له: " معك تمر عجوة؟ " قلت: نعم. فأخرجت تمرا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة، وألقاها في فيه، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه، ثم دفع الصبي، فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر، جعل يمص حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما تفتحت أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب الأنصار التمر " . فسمي
[ ص: 352 ] عبد الله بن أبي طلحة. قال: فخرج منه رجل كثير، قال: واستشهد عبد الله بفارس. تزوج