7292 ص: فكان من الحجة عليهم لأهل المقالة الأخرى: أن التكبير ذكر يفعل في الصلاة، وهو غير القراءة، فنظرنا في موضع الذكر من الركعة الأولى في الصلاة ومن الركعة الثانية أين موضعه؟ فوجدنا الركعة الأولى فيها الاستفتاح والقعود على ما رويناه في غير هذا الموضع من كتابنا هذا عن رسول الله -عليه السلام-، وعمن روينا عنه من أصحابه -عليه السلام-، فكان ذلك في أول الصلاة قبل القراءة، فثبت بذلك أن كذلك في الركعة الأولى، هو ذلك الموضع منها، ووجدنا القنوت في الوتر يفعل في الركعة الآخرة في صلاة الوتر، فكل قد أجمع أنه [ ص: 462 ] بعد القراءة، وأن القراءة مقدمة عليه، وإنما اختلفوا في تقديم الركوع عليه وفي تقديمه على الركوع، فأما في تأخيره عن القراءة فلا. موضع التكبير في صلاة العيدين
فثبت بذلك أن موضع التكبير في الركعة الأخيرة من صلاة العيد هو بعد القراءة؛ ليستوي موضع سائر الذكر في الصلوات، ويكون موضع كل ما اختلف في موضعه منه كموضع ما قد أجمع على موضعه، وكل ما بينا في هذا الباب فهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف -رحمهم الله-. ومحمد