4020 4021 ص: وقد حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن إسحاق قال: "حججت مع عبد الرحمن بن الأسود، الأسود، . فلما كان يوم عرفة، وخطب ابن الزبير بعرفة، ، فلما لم يسمعه يلبي صعد إليه الأسود، فقال: ما يمنعك أن تلبي؟ فقال: أو يلبي الرجل إذا كان في مثل مقامي؟! قال : نعم سمعت الأسود: -رضي الله عنه- يلبي، وهو في مثل مقامك هذا، ثم لم يزل يلبي حتى صدر بعيره عن عمر بن الخطاب الموقف، ، قال: فلبى ابن الزبير".
[ ص: 94 ] حدثنا قال: ثنا ابن مرزوق، ، عن سعيد بن عامر ، عن صخر بن جويرية ، قال: "سمعت عبد الرحمن بن الأسود يخطب يوم ابن الزبير عرفة فقال: إن هذا يوم تسبيح وتكبير فسبحوا وكبروا، فجاء أبي -يعني يحرش الناس حتى صعد إليه وهو على المنبر، فقال: أشهد على الأسود- -رضي الله عنه- أنه لبى على هذا المنبر في هذا اليوم، فقال عمر ابن الزبير: : ( لبيك اللهم لبيك". )
أفلا ترى أن الأسود لما أخبر ابن الزبير بتلبية عمر -رضي الله عنه- في مثل يومه ذلك قبل ذلك منه وأخذ به فلبى ولم يقل له ابن الزبير: : ( إني رأيت عمر -رضي الله عنه- لا يلبي في هذا اليوم، على ما قد رواه عامر بن عبد الله، ، عن أبيه، عن عمر، ولكن ابن الزبير إنما حضر من عمر ترك التلبية يومئذ ولم يخبره عمر أن ذلك الترك إنما كان منه لخروج وقت التلبية، فكان ذلك عند ابن الزبير لخروج وقت التلبية، فلما أخبره الأسود أنه لبى يومئذ علم ابن الزبير أن ذلك الوقت الذي لم يكن عمر -رضي الله عنه- لبى فيه وقت للتلبية، وأن ذلك الترك الذي كان من عمر إنما كان لغير فتوهم خروج وقت التلبية، ابن الزبير هو أنه لخروج وقت التلبية وليس كذلك، ورأى ما أخبره به الأسود عن عمر -رضي الله عنه- من تلبيته أولى مما رآه هو منه في ترك التلبية.