[ ص: 91 ] 4018 ص: فقد جاءت هذه الآثار [عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] أنه كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وصح مجيئها، ولم يخالفها عندنا ما قدمناه في أول هذا الباب لما قد شرحنا وبينا، وهذا الفضل بن عباس فقد كان رديف رسول الله -عليه السلام- حين دفع من عرفة، ، وقد رأى رسول الله -عليه السلام- يلبي حينئذ وبعد ذلك، وقد ذكرنا عن أسامة أنه قال: "كنت رديف رسول الله -عليه السلام- بعرفة ، فلم يكن يزيد على التهليل والتكبير". فدلت تلبيته بعد عرفة أنه كان له أن يلبي أيضا بعرفة، وأنه إنما كان بتكبيره وبتهليله بعرفة كما كان له قبلها لا أن يجعل مكان التلبية تهليلا وتكبيرا، ألا ترى إلى قول عبد الله في حديث مجاهد: " : جمرة العقبة إلا أنه كان ربما خلط ذلك بتكبير وتهليل". فأخبر لبى رسول الله -عليه السلام- حتى رمى عبد الله أن رسول الله -عليه السلام- قد كان يخلط التكبير بالتلبية، وكان التهليل والتكبير لا يدلان على أن لا تلبية في وقتهما، والتلبية في ذلك الوقت تدل على أن ذلك الوقت كان وقت تلبية.
فثبت بتصحيح هذه الآثار أن إلى أن يرمي وقت التلبية جمرة العقبة يوم النحر.