[ ص: 89 ] فصل في معرفة ألفاظ تتداول على الألسنة في هذا الفن
منها: وقال المرفوع، وهو ما أضيف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة قولا أو فعلا أو تقريرا، متصلا كان أو منقطعا أو مرسلا. هو ما أخبر به الصحابي عن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قوله. فخصصه بالصحابة فيخرج مرسل التابعي. الخطيب:
ومنها: كذلك، ويستعمل في غيرهم مقيدا، فيقال: وقفه فلان على عطاء ونحوه. الموقوف : وهو ما أضيف إلى الصحابة
ومنها: أو من دونه كذلك. المقطوع : وهو ما أضيف إلى تابعي
ومنها: فإن سقط منه رجل فأكثر سمي أيضا معضلا بفتح الضاد. المنقطع : وهو ما لم يتصل سنده على أي وجه كان انقطاعه،
[ ص: 90 ] ومنها: وقال جماعة من المحدثين أو أكثرهم: لا يسمى مرسلا إلا ما أخبر فيه التابعي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشرط بعضهم أن يكون تابعيا كبيرا. ثم مذهب المرسل: فهو عند الفقهاء وجماعة من المحدثين أنه ما انقطع سنده كالمنقطع. والمحدثين: أن المرسل لا يحتج به، وقال الشافعي مالك، وأبو حنيفة، وأكثر الفقهاء: يحتج به، ومذهب وأحمد، أنه إذا انضم إلى المرسل ما يعضده احتج به وبان بذلك صحته، وذلك بأن يروى مسندا، وإن كان ضعيفا أو مرسلا من جهة أخرى، أو يعمل به بعض الصحابة أو أكثر العلماء أو عوام أهل العلم كما قاله الشافعي في "الرسالة"، أو يكون معه قول صحابي أو قياس، أو ينتشر من غير دافع، أو يعمل به أهل العصر، أو لا يوجد دلالة سواه، كما قاله الشافعي: في الجديد - كما قال الشافعي أو عرف أنه لا يرسل إلا عن عدل. الماوردي-
وسواء في هذا مرسل وغيره، وقال بعض الشافعية: مرسل سعيد بن المسيب سعيد حجة مطلقا; لأنها فتشت فوجدت مسندة، [ ص: 91 ] وليس كما قال. هذا في مرسل غير الصحابي. أما مرسله -وهو روايته- ما لم يدركه أو يحضره كقول رضي الله عنها: عائشة فالجمهور على أنه حجة، وخالف فيه الأستاذ أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة. فقال: إنه ليس بحجة إلا أن يقول: لا أروي إلا عن صحابي; لأنه قد يروي عن تابعي، والصواب الأول; لأن روايته غالبا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أو عن صحابي آخر، فإذا روى عن تابعي على الندور ينبه. أبو إسحاق الإسفراييني
وقد أفرد جزءا فيما رواه الصحابة عن التابعين، وزاد عددهم على العشرين. الخطيب