الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4109 4367 - حدثني إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة. قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا [الحجرات:1] حتى انقضت. [4845، 4847، 7302 - فتح: 8 \ 84]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وهذه قد أسلفناها قريبا في غزوة ذي الخلصة وأنها في المحرم سنة تسع، و (عيينة) هذا فزاري، وبنو العنبر حسن إسلامهم.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر في الباب حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولها: "هم أشد أمتي على الدجال". وكانت فيهم سبية عند عائشة، فقال: "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل". وجاءت صدقاتهم، فقال: "هذه صدقات قوم". أو "قومي".

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: منقبة ظاهرة لهم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 543 ] وحديث عبد الله بن الزبير: قدم ركب من بني تميم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة. وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله [الحجرات: 1] حتى انقضت.

                                                                                                                                                                                                                              وكان اختلاف أبي بكر وعمر قبل قوله - عليه السلام - لعمر حين قارع أبا بكر: "هل أنتم تاركوا لي صاحبي، إن الله بعثني بالبينات والهدى فقال أبو بكر: صدقت، وقلتم: كذبت" فعرفت الناس له ذلك بعد، وذهب أبو بكر إلى أن القعقاع كان أرق من الأقرع، وذهب [عمر] إلى أن الأقرع أجرأ من القعقاع، وكل أراد خيرا قال عمر: وكنت أخشى من أبي بكر بعض الجد.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فنزل في ذلك ...) الآية المذكورة. زاد في التفسير: فما كان عمر يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني: أبا بكر . وقال الحسن: ذبح قوم قبل صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحا آخر، ونزلت الآية، وقال قتادة: ذكر لنا أن قوما قالوا [لو] نزل في كذا وكذا، وصنع كذا وكذا; فكره الله ذلك وقدم فيه .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية