الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2395 2532 - حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا إبراهيم بن حميد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس قال: لما أقبل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=652347ومعه غلامه وهو يطلب الإسلام، فأضل أحدهما صاحبه بهذا، وقال: nindex.php?page=treesubj&link=7409_23953أما إني أشهدك أنه لله. [انظر: 2530 - فتح: 5 \ 162]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه، ضل كل واحد منهما من صاحبه، فأقبل بعد ذلك nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، هذا غلامك قد أتاك".
[ ص: 170 ] فقال: أشهدك أنه حر. قال: فهو حين يقول:
يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت
وعنه لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق ... البيت.
قال: وأبق مني غلام لي في الطريق - قال:- فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بايعته، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة، هذا غلامك". فقلت: هو حر لوجه الله، فأعتقته.
وعن قيس قال: لما أقبل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه، ومعه غلامه وهو يطلب الإسلام، فضل أحدهما صاحبه بهذا، وقال: أما إني أشهدك أنه لله.
الشرح:
هذا الحديث من أفراده، وقيس هو ابن أبي حازم، عوف بن عبد الحارث أبو عبد الله الأحمسي، مات سنة أربع وثمانين. وقيل: في آخر سلطان nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك. وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الثاني عبيد الله بن سعيد (خ، م، س) وهو السرخسي اليشكري مولاهم،
[ ص: 171 ] مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. وشيخه في الثالث: شهاب (خ، م، ت، ق) بن عباد وهو العبدي الكوفي: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. وشيخ شهاب: إبراهيم بن حميد أبو إسحاق، مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: ولا خلاف بين العلماء علمت nindex.php?page=treesubj&link=7423_7411_7412إذا قال لعبده: هو حر، أو هو لوجه الله، أو هو لله، ونوى العتق أنه يلزمه العتق، وكل ما يفهم به عن المتكلم أنه أراد به العتق لزمه ونفذ عليه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم، عن مغيرة أن رجلا قال لغلامه: أنت لله، فسئل nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي والمسيب بن رافع وحماد بن سليمان فقالوا: هو حر، وعن إبراهيم كذلك. قال إبراهيم: وإن قال: إنك لحر النفس.. فهو حر. وعن الحسن أنه إذا قال: ما أنت إلا حر، قال: نيته، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي مثله.
وفيه أيضا من الفقه: nindex.php?page=treesubj&link=33298العتق عند بلوغ الأمل، والنجاة مما يخاف من الفتن والمحن، كما فعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة حين نجاه الله من دارة الكفر ومن ضلاله في الليل عن الطريق أعتق الغلام حين جمعه الله عليه وهداه إلى الإسلام، وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=18936_24659جواز قول الشعر وتوجعه من طول ليلته ومبيته فيها، وحمد عاقبتها إذ نجته من دار الكفر، ومنه المثل: (عند الصباح يحمد القوم السرى)، وظاهر رواية "الصحيح" أن أبا هريرة هو قائل هذا البيت. وقال ابن التين: فيه خلاف هل هو nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة أو غلامه.
وقوله: "هذا غلامك" إما أن يكون وصفه له، أو رآه مقبلا إليه، أو أخبره الملك.
وقوله: (يطلب الإسلام) يحتمل أن يكون حقيقة، فإنه لم يسلم وأسلم بعد، ويحتمل أن يكون المراد: يظهر إسلامه.