الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
7089 7527 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=656973قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=treesubj&link=18651_32258ليس منا من لم يتغن بالقرآن ". وزاد غيره: " nindex.php?page=hadith&LINKID=658328يجهر به " [ فتح: 13 \ 501 ].
قد تقرر حكاية قولين في الكتاب في المراد بقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تجهر بصلاتك [ الإسراء: 110 ] وأن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنها في القراءة، وأن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنها في الدعاء. وبه قال ابن نافع: أي من دعاء، ( ولا ) تجهر بدعائه ولا تخافت به.
وقال زياد بن عبد الرحمن: نزلت في صلاة النهار، ولا تخافت بها في صلاة الليل. وقد سلف ذلك.
[ ص: 513 ] فصل:
وقوله: ( "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" ) قد سلف في فضائل القرآن الاختلاف في معناه، وحاصله ثلاثة أقوال:
أحدها: يجهر به كما ذكره هنا، وهو ظاهر; عملا بقوله في الحديث الآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=848843nindex.php?page=treesubj&link=18651_32258 "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به".
ثانيها: يستغني به.
ثالثها: ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي قال: كانت العرب تولع بالغناء والنشيد في أكثر أحوالهم، فلما نزل القرآن أحب أن يكون القرآن سميرا لهم مكان الغناء فقاله.
وفيه: الحض على تحسين الصوت به، والغناء المأمور به هو الجهر بالصوت وإخراج تلاوته من حدود مساق الإخبار والمحادثة حتى يتميز التالي به من المتحدث تعظيما له في النفوس تحبيبا إليها.
فإن قلت: فإذا كان الغناء هكذا أفعندك ( أن ) من لم يحسن صوته بالقرآن فليس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قيل: معناه من لم يستن بنا في تحسين الصوت به، ويرجع في تلاوته على ما حكاه ابن مغفل على ما يأتي ( بعد )، فمن لم يفعل مثل ذلك فليس متبعا لسنته، ولا مقتديا به في تلاوته.
قيل له: هذا تأويل فاسد; لأن الله تعالى أخرج هذا الكلام مخرج التمدح منه تعالى بعلمه ما أسروه من قولهم وجهروا به وخلقه لذلك مع خلقه دليلا على كونه عالما به، فلو كان غير خالق له ومتمدحا بكونه عالما بقوله وخالقا لهم دون قولهم لم يكن في الآية دليل على صحة كونه عالما بقولهم، كما ليس في عمل ( العامل ) ظرفا من الظروف دليل على ( علمه ) بما أودعه فيه غيره، والله تعالى قد جعل خلقه [ ص: 515 ] دليلا على كونه عالما بقولهم، فيجب رجوع خلقه تعالى إلى قولهم; ليصح لهم التمدح بالأمرين; وليكون أحدها دليلا على الآخر. وإذا كان ذلك كذلك - ولا أحد من الأمة يفرق بين القول وسائر الأفعال، وقد دلت الآية على كون الأقوال خلقا له سبحانه - وجب كون ( سائر ) أفعال العباد خلقا له تعالى.