6640 [ ص: 259 ] 48 - باب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
7047 - حدثني مؤمل بن هشام أبو هشام ، حدثنا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا عوف ، حدثنا أبو رجاء ، - رضي الله عنه - قال : سمرة بن جندب
قال : فيقص عليه من شاء الله أن يقص ، وإنه قال ذات غداة : "إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق . وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ، فيثلغ رأسه فيتهدهد الحجر ها هنا ، فيتبع الحجر فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى . قال : قلت لهما : سبحان الله! ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق قال : فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه -قال : وربما قال هل رأى أحد منكم من رؤيا ؟ " . أبو رجاء : فيشق - قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى . قال : قلت : سبحان الله! ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق . فانطلقنا فأتينا على مثل التنور -قال : فأحسب أنه كان يقول : - فإذا فيه لغط وأصوات . قال : فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا . قال : قلت لهما : ما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق . قال : فانطلقنا فأتينا على نهر -حسبت أنه كان يقول : - أحمر مثل الدم ، وإذا في النهر رجل سابح يسبح ، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ، ثم [ ص: 260 ] يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا ، فينطلق يسبح ، ثم يرجع إليه ، كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا . قال : قلت لهما : ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق . قال : فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة ، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال : قلت لهما : ما هذا ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق . فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع ، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء ، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط . قال : قلت لهما : ما هذا ؟ ما هؤلاء ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق . قال : فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن . قال : قالا لي : ارق فيها . قال : فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا ، فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر كأقبح ما أنت راء .
قال : قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر . قال : وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض ، فذهبوا فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم ، فصاروا في أحسن صورة . قال : قالا لي : هذه جنة عدن ، وهذاك منزلك . قال : فسما بصري صعدا ، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء . قال : قالا لي : هذاك منزلك . قال : قلت لهما : بارك الله فيكما ، ذراني فأدخله . قالا : أما الآن فلا وأنت داخله . قال : قلت لهما : فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك ، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ، وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء [ ص: 261 ] التنور فإنهم الزناة والزواني ، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا ، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها ، فإنه مالك خازن جهنم ، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة " .
قال : فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "وأولاد المشركين ، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسنا وشطر منهم قبيحا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، تجاوز الله عنهم " [انظر : 845 - مسلم : 2257 - فتح: 12 \ 438 ] كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : "