الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6386 6768 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12322أصبغ بن الفرج، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو، عن nindex.php?page=showalam&ids=15632جعفر بن ربيعة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16560عراك، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=656270عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " nindex.php?page=treesubj&link=28443لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر" [ مسلم: 62 - فتح: 12 \ 54].
ذكر فيه حديث سعد - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=656269nindex.php?page=treesubj&link=34400 "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام" .. فذكرته لأبي بكرة فقال: وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=656270 "لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر" .
وقد سلفا: الأول في المغازي، والثاني في أخبار الأنبياء.
فإن قلت: فما معنى هذا وقد انتسب بعض الأخيار إلى غير أبيه كالمقداد بن الأسود ، وإنما هو nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو، ومنهم من يدعى إلى غير [ ص: 588 ] مولاه الذي أعتقه كسالم مولى أبي حذيفة ، وإنما هو مولى امرأة من الأنصار .
قيل: لا يدخل هذا في معنى ما ذكر، وذلك أن الجاهلية كانوا لا يستنكرون أن ينسب الرجل منهم إلى غير أبيه الذي خرج من صلبه فينسب إليه، ولا أن يتولى من أعتقه غيره فينسب ولاؤه إليه، ولم يزل ذلك أيضا في أول الإسلام حتى نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4وما جعل أدعياءكم أبناءكم [الأحزاب: 4] ونزلت nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=5ادعوهم لآبائهم [الأحزاب: 5] فنسب كل واحد منهم إلى أبيه ومن لم يعرف له أب ولا نسب، عرف مولاه الذي أعتقه وألحق بولائه منه، غير أنه غلب على بعضهم النسب الذي كان يدعى به قبل الإسلام، فكان المعروف لأحدهم إذا أراد تعريفه كتب أشهر نسبه عرفه به من غير انتحال المعروف به، ولا تحول به عن نسبه وأبيه الذي هو أبوه حقيقة رغبة عنه، فلم تلحقهم بذلك نقيصة، وإنما nindex.php?page=treesubj&link=26204_34400لعن الشارع المتبرئ من أبيه والمدعي غير نسبه ، فمن فعل ذلك فقد ركب من الإثم عظيما، وتحمل من الوزر جسيما، وكذلك المنتمي إلى غير مواليه.
فإن قلت: فهل يقال للراغب (عن) الانتماء إلى غير أبيه ومواليه كافر بالله، كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أنه قال: nindex.php?page=treesubj&link=34400كفر بالله من ادعى نسبا لا يعرف ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه قال: كان مما يقرأ في القرآن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم .
[ ص: 589 ] قيل: ليس معناه الكفر الذي يستحق عليه الخلود في النار، وإنما هو لحق أبيه ومواليه، كقوله - عليه السلام - في النساء nindex.php?page=hadith&LINKID=650028 "يكفرن العشير" والكفر في لغة العرب: التغطية للشيء والستر له كقوله:
في ليلة كفر النجوم غمامها
فكأنه تغطية منه على حق أبيه فيمن جعله له والدا، لا أن من فعل ذلك كافر بالله حلال الدم.