الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
281 - " nindex.php?page=treesubj&link=31352أخبرني جبريل أن nindex.php?page=showalam&ids=17حسينا يقتل بشاطئ الفرات " ؛ ابن سعد ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي.
(أخبرني جبريل أن nindex.php?page=showalam&ids=17حسينا) ؛ ابن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ؛ (يقتل بشاطئ الفرات) ؛ بضم الفاء؛ أي: بجانب نهر الكوفة العظيم؛ المشهور؛ وهو يخرج من آخر حدود الروم؛ ثم يمر بأطراف الشام؛ ثم بأرض الطف؛ وهي من بلاد كربلاء؛ فلا تدافع بينه وبين خبر nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : " بأرض الطف" ؛ وخبره: " بكربلاء" ؛ وهذا من أعلام النبوة؛ ومعجزاتها؛ وذلك أنه [ ص: 205 ] لما مات معاوية أتته كتب أهل العراق إلى المدينة أنهم بايعوه بعد موته؛ فأرسل إليهم ابن عمه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن عقيل ؛ فبايعوه؛ وأرسل إليه فتوجه إليهم؛ فخذلوه؛ وقتلوه بها؛ يوم الجمعة عاشر محرم؛ سنة إحدى وستين؛ وكسفت الشمس عند قتله كسفة أبدت الكواكب نصف النهار؛ كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ؛ وسمعت الجن تنوح عليه؛ ورأى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم ذلك اليوم أشعث أغبر؛ بيده قارورة فيها دم؛ فسأله عنه؛ فقال: " هذا دم nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين وأصحابه؛ لم أزل ألتقطه منذ اليوم" ؛ وطيف برأسه الشريف في البلدان؛ إلى أن انتهت إلى عسقلان؛ فدفنها أميرها بها؛ فلما غلب الفرنج على عسقلان استفداها منهم الصالح طلائع؛ وزير الفاطميين؛ بمال جزيل؛ وبنى عليها المشهد بالقاهرة؛ كما أشار إليه القاضي الفاضل في قصيدة مدح بها الصالح؛ ونقله عنه الحافظ ابن حجر؛ وأقره؛ لكن نازع فيه بعضهم بأن الحافظ أبا العلاء الهمداني ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية أرسلها إلى المدينة؛ فكفنها عامله بها عمرو بن سعيد بن العاص ؛ ودفنها بالبقيع؛ عند قبر أمه؛ قال: وهذا أصح ما قيل؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار : حمل الرأس إلى المدينة؛ فدفن بها؛ وقال القرطبي : nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير أعلم أهل النسب؛ وأفضل العلماء بهذا السبب؛ والإمامية يقولون: الرأس أعيد إلى الحبشة؛ ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما من القتل؛ قال القرطبي : وما ذكر من أنه في عسقلان؛ في مشهد هناك؛ أو بالقاهرة؛ فباطل؛ لم يصح؛ ولا يثبت؛ وأخرج ابن خالويه عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ؛ عن منهال بن عمرو الأسدي؛ قال: والله أنا رأيت رأس nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين حين حمل وأنا بدمشق؛ وبين يديه رجل يقرأ سورة الكهف؛ حتى إذا بلغ قوله - سبحانه وتعالى -: nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ؛ فأنطق الله - سبحانه وتعالى - الرأس بلسان ذرب؛ فقال: " أعجب من أصحاب الكهف قتلي؛ وحملي" ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر : إسناده مجهول؛ وتفصيل قصة قتله تمزق الأكباد؛ وتذيب الأجساد؛ فلعنة الله على من قتله؛ أو رضي؛ أو أمر؛ وبعدا له؛ كما بعدت عاد؛ وقد أفرد قصة قتله خلائق بالتأليف؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج بن الجوزي؛ في كتابه " الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد" : أجاز العلماء الورعون لعنه؛ وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي: nindex.php?page=treesubj&link=33723_29648لعن يزيد يجوز؛ لكن ينبغي ألا يفعل؛ وكذا الحجاج ؛ قال ابن الكمال: وحكي عن الإمام قوام الدين الصفاري؛ ولا بأس بلعن يزيد؛ ولا يجوز لعن معاوية ؛ عامل الفاروق ؛ لكنه أخطأ في اجتهاده؛ فيتجاوز الله (تعالى) عنه؛ ونكف اللسان عنه؛ تعظيما لمتبوعه وصاحبه؛ وسئل nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن يزيد؛ nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية ؛ فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=688426قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" ؛ وعلمنا أن أباه دخلها؛ فصار آمنا؛ والابن لم يدخلها؛ ثم قال المولى ابن الكمال: والحق أن لعن يزيد - على اشتهار كفره؛ وتواتر فظاعته وشره؛ على ما عرف بتفاصيله - جائز؛ وإلا nindex.php?page=treesubj&link=29648فلعن المعين ولو فاسقا لا يجوز؛ بخلاف الجنس؛ وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني: لا أشك في إسلامه؛ بل في إيمانه؛ فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه؛ قيل nindex.php?page=showalam&ids=11890لابن الجوزي؛ وهو على كرسي الوعظ: كيف يقال: يزيد قتل nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ؛ وهو بدمشق؛ nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين بالعراق؟ فقال:
سهم أصاب وراميه بذي سلم ... من بالعراق لقد أبعدت مرماكا
وقد غلب على nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي الغض من أهل البيت؛ حتى قال: قتله بسيف جده؛ وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله (تعالى) عنهما -: أوحى الله (تعالى) إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -: " إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا؛ وإني قاتل بابن ابنتك nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين سبعين ألفا؛ وسبعين ألفا" ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح الإسناد؛ وقال الذهبي : وعلى شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ؛ وقال ابن حجر: ورد من طريق واه عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ مرفوعا: " قاتل nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين في تابوت من نار؛ عليه نصف عذاب أهل الدنيا" .
( ابن سعد ) ؛ في طبقاته؛ من حديث المدائني؛ عن يحيى بن زكريا؛ عن رجل؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي) ؛ ابن أبي طالب ؛ أمير المؤمنين - كرم الله وجهه -؛ قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وعيناه تفيضان؛ قال: فذكره؛ وروى نحوه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في المسند؛ فعزوه إليه كان أولى؛ ولعله لم يستحضره؛ ويحيى بن زكريا أورده في الضعفاء؛ وقال: ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره؛ انتهى؛ لكن المؤلف - رحمه الله - رمز لحسنه؛ ولعله لاعتضاده؛ ففي معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله (تعالى) عنها - مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=942502أخبرني جبريل أن ابني nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين يقتل بعدي بأرض الطف؛ وجاءني بهذه التربة؛ وأخبرني أن فيها مضجعه" ؛ وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ؛ وزينب بنت جحش ؛ nindex.php?page=showalam&ids=481وأبي أمامة ؛ nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ ؛ وأبي الطفيل؛ وغيرهم؛ ممن يطول ذكرهم؛ نحوه؛ فرمز المؤلف - رحمه الله - لحسنه لذلك؛ لكنه لم يصب حيث اقتصر علىابن سعد ؛ مع جموم رواته؛ وتكثر طرقه.