وَأَبْذُلُ مَعْرُوفِي لَهُ دُونَ مُنْكِرٍ.
. . (وَإِنَّ أَهْلَ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا) أَيْ مَا أَنْكَرَهُ الشَّرْعُ وَنَهَى عَنْهُ هُمْ (أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ) يَقُولُ إِنَّ مَا يَفْعَلُهُ الْعَبْدُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فِي هَذِهِ الدَّارِ لَهُ نَتَائِجُ تَظْهَرُ فِي دَارِ الْبَقَاءِ لِأَنَّهَا مَحَلُّ الْجَزَاءِ وَجَزَاءُ كُلِّ إِنْسَانٍ بِحَسَبِ عَمَلِهِ وَكُلُّ مَعْرُوفٍ أَوْ مُنْكَرٍ يُجَازَى عَلَيْهِ مِنْ جِنْسِهِ nindex.php?page=treesubj&link=30345وَكُلُّ إِنْسَانٍ يُحْشَرُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَلِهَذَا وَرَدَ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُحْشَرُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ وَقَالَ الْحُكَمَاءُ: إِنَّ الْأَرْوَاحَ الْحَاصِلَةَ فِي الدُّنْيَا الْمُفَارِقَةَ عَنْ أَبْدَانِهَا عَلَى جَهَالَتِهَا تَبْقَى عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ تِلْكَ الْجَهَالَةَ تَصِيرُ سَبَبًا لِأَعْظَمِ الْآلَامِ الرُّوحَانِيَّةِوأبذل معروفي له دون منكر.
. . (وإن أهل المنكر في الدنيا) أي ما أنكره الشرع ونهى عنه هم (أهل المنكر في الآخرة) يقول إن ما يفعله العبد من خير وشر في هذه الدار له نتائج تظهر في دار البقاء لأنها محل الجزاء وجزاء كل إنسان بحسب عمله وكل معروف أو منكر يجازى عليه من جنسه nindex.php?page=treesubj&link=30345وكل إنسان يحشر على ما كان عليه في الدنيا ولهذا ورد أن كل إنسان يحشر على ما مات عليه وقال الحكماء: إن الأرواح الحاصلة في الدنيا المفارقة عن أبدانها على جهالتها تبقى على تلك الحالة الجاهلية في الآخرة وأن تلك الجهالة تصير سببا لأعظم الآلام الروحانية