الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5981 35 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=655865أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=32045يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو عبيد اسمه سعد بن عبيد، ومولى ابن أزهر اسمه عبد الرحمن.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا في الدعوات عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى وغيره، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الدعوات عن nindex.php?page=showalam&ids=14230إسحاق بن موسى الأنصاري، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه فيه عن علي بن محمد.
قوله: "يستجاب"؛ أي: يجاب لأحدكم دعاؤه، وقال الكرماني: [ ص: 300 ] nindex.php?page=treesubj&link=32045يستجاب من الاستجابة بمعنى الإجابة. قوله: "لأحدكم"؛ أي: كل واحد منكم؛ إذ اسم الجنس المضاف يفيد العموم على الأصح. قوله: "فيقول" بالنصب لا غير، وفي رواية غير nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر يقول بدون الفاء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: المعنى أنه يسأم ويترك الدعاء فيكون كالملون بدعائه، أو أنه يأتي من الدعاء بما يستحق به الإجابة، فيصير كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء. وقال الكرماني: هنا شرط الاستجابة عدم العجلة وعدم القول؛ أي قوله: "دعوت فلم يستجب لي" فما حكمه في الصور الثلاث الباقية، يعني: وجودها ووجود المعجلة دون القول والعكس؟ وأجاب بأن مقتضى الشرطية عدم الاستجابة في الأوليين، وأما الثالثة؛ فهي غير متصورة، ثم قال: قوله عز وجل: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أجيب دعوة الداع إذا دعان مطلق لا تقييد فيه، وأجاب بأنه يحمل المطلق على المقيد، كما هو مقرر في الأصول. قلت: وفيه نظر لا يخفى، ثم قال: هذه الأخبار تقتضي إجابة كل الدعوات التي انتفى فيها العدمان، لكن ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=103561سألت الله ثلاثا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، وهي: لا يذيق بعض أمته بأس بعض، وكذا مفهوم كل دعوة مستجابة أن له دعوات غير مستجابة، وأجاب بأن التعجيل من جبلة الإنسان. قال الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل فوجود الشرط متعذر أو متعسر في أكثر الأحوال.