5564 118 - حدثنا إسحاق، أخبرنا حبان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب شعره منكبيه.

119 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام عن قتادة، عن أنس: كان يضرب شعر النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه.

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الشَّعَرَ يُوصَفُ بِالْجَعْدِ، وَإِسْحَاقُ قَالَ الْغَسَّانِيُّ: لَعَلَّهُ ابْنُ مَنْصُورٍ، وَقِيلَ: ابْنُ رَاهُويَهْ، وَحَبَّانُ - بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ - ابْنُ هِلَالٍ، وَهَمَّامٌ ابْنُ يَحْيَى، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي فَضَائِلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ.

قَوْلُهُ: " كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ" قِيلَ: كَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَ مَا قَالَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: إِنَّهُ لَيَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ، وَمَا قَالَ شُعْبَةُ: يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، وَمَا قَالَ أَنَسٌ: يَضَرْبُ مَنْكِبَيْهِ؟ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الِاخْتِلَافَ بِاعْتِبَارِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَحْوَالِ، كَذَا قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ، قُلْتُ: تَوْضِيحُهُ: لَيْسَ ذَلِكَ بِإِخْبَارٍ عَنْ وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ إِخْبَارٌ عَنْ أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، يُمْكِنُ فِيهَا زِيَادَةُ الشَّعَرِ بِغَفْلَتِهِ عَنْ قَصِّهِ، فَكَانَ إِذَا غَفَلَ عَنْهُ بَلَغَ مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا تَعَاهَدَهُ وَقَصَّهُ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَّا شَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ.

مطابقته للترجمة من حيث إن الشعر يوصف بالجعد، وإسحاق قال الغساني: لعله ابن منصور، وقيل: ابن راهويه، وحبان - بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة - ابن هلال، وهمام ابن يحيى، والحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن زهير بن حرب وغيره.

قوله: " كان يضرب شعره منكبيه" قيل: كيف الجمع بين ما قاله بعض أصحابه: إنه ليضرب قريبا من منكبيه، وما قال شعبة: يبلغ شحمة أذنيه، وما قال أنس: يضرب منكبيه؟ وأجيب بأن الاختلاف باعتبار الأوقات والأحوال، كذا قاله الكرماني، قلت: توضيحه: ليس ذلك بإخبار عن وقت واحد، وإنما ذلك إخبار عن أوقات مختلفة، يمكن فيها زيادة الشعر بغفلته عن قصه، فكان إذا غفل عنه بلغ منكبيه، فإذا تعاهده وقصه يبلغ شحمة أذنيه، أو قريبا من منكبيه، فأخبر كل واحد عما شاهده وعاينه.