3814 83 - حدثنا أحمد بن عثمان ، حدثنا شريح - هو ابن مسلمة - حدثنا إبراهيم بن يوسف ، عن عن أبيه ، قال : سمعت أبي إسحاق - رضي الله عنه - قال : البراء أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم ، فانطلقوا حتى دنوا من الحصن ، فقال لهم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبد الله بن عتيك : امكثوا أنتم حتى أنطلق أنا فأنظر ! قال : فتلطفت أن أدخل الحصن ، ففقدوا حمارا لهم ، قال : فخرجوا بقبس يطلبونه ! قال : فخشيت أن أعرف ! قال : فغطيت رأسي ورجلي كأني أقضي حاجة ، ثم نادى صاحب الباب : من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه ! فدخلت ، ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن ، فتعشوا عند وتحدثوا حتى ذهبت ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم ، فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت ، قال : ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة ، فأخذته ففتحت به باب الحصن . قال : قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهل ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر ، ثم [ ص: 138 ] صعدت إلى أبي رافع ، في سلم فإذا البيت مظلم قد طفئ سراجه ، فلم أدر أين الرجل ! فقلت : يا أبي رافع قال : من هذا ؟ قال : فعمدت نحو الصوت فأضربه وصاح ، فلم تغن شيئا . قال : ثم جئت كأني أغيثه ، فقلت : ما لك يا أبا رافع ! وغيرت صوتي ، فقال : ألا أعجبك لأمك الويل ! دخل علي رجل فضربني بالسيف ! قال : فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا ، فصاح وقام أهله . قال : ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث فإذا هو مستلق على ظهره ، فأضع السيف في بطنه ثم أنكفئ عليه حتى سمعت صوت العظم ، ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم أريد أن أنزل ، فأسقط منه فانخلعت رجلي ، فعصبتها ، ثم أتيت أصحابي أحجل ، فقلت لهم : انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية ! فلما كان في وجه الصبح صعد الناعية فقال : أنعى أبا رافع ؟ قال : فقمت أمشي ما بي قلبة ، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبشرتهم أبا رافع ! .