3648 344 - حدثني عمرو بن عباس ، حدثنا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، المثنى ، عن عن أبي جمرة ، رضي الله عنهما قال : ابن عباس مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه : اركب إلى هذا الوادي ، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ، يأتيه الخبر من السماء ، واسمع من قوله ، ثم ائتني ، فانطلق الأخ حتى قدمه ، وسمع من قوله ، ثم رجع إلى أبا ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، وكلاما ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني مما أردت ، فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم أبي ذر مكة ، فأتى المسجد ، فالتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه ، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل ، فرآه علي ، فعرف أنه غريب ، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد ، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أمسى ، فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال : أما نال للرجل أن يعلم منزله فأقامه ، فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي على مثل ذلك ، فأقام معه ، ثم قال : ألا تحدثني ما الذي أقدمك ؟ قال : إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل ، فأخبره قال : فإنه حق ، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أصبحت فاتبعني ، فإني إن رأيت [ ص: 3 ] شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء ، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل ، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ودخل معه فسمع من قوله ، وأسلم مكانه ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : قال : والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم ، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه ، وأتى ارجع إلى قومك ، فأخبرهم حتى يأتيك أمري ، فأكب عليه ، قال : ويلكم ، ألستم تعلمون أنه من العباس غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام ، فأنقذه منهم ، ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه ، وثاروا إليه فأكب عليه . العباس لما بلغ