الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
847 887 - ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف، أنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=650838أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " nindex.php?page=treesubj&link=32709_28640_28642_30504_32570_785_793لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ".
وقد سبق ذكر ذلك في تأخير عشاء الآخرة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب تأخيرها، ولولا المشقة على أمته لجعل وقتها ثلث الليل أو نصفه.
وفيه: دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=785السواك ليس بفرض كالوضوء للصلاة، وبذلك قال جمهور العلماء، خلافا لمن شذ منهم من الظاهرية.
وقد حكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ، أنه لو تركه عمدا أعاد الصلاة. وقيل: إنه لا يصح عنه.
وهذا الحديث: نص على أنه غير واجب على الأمة؛ فإن المراد: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك أمر فرض وإيجاب، لا أمر ندب واستحباب؛ فإنه قد ندب إليه واستحبه، ولكن لم يفرضه، ولم يوجبه.
[ ص: 376 ] وقد صرح بذلك في حديث آخر:
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من حديث تمام بن العباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك، كما فرضت عليهم الوضوء ".
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة نحوه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويروى نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي الحديث: دليل على nindex.php?page=treesubj&link=785استحباب السواك مع كل صلاة ، فدخل في ذلك صلاة الجمعة وغيرها.
والسواك مع الصلاة نوعان:
أحدهما: السواك مع الوضوء للصلاة، وقد سبق ذكره في " الطهارة ".
والثاني: السواك للصلاة عند القيام إليها.
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث زيد بن خالد الجهني ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=72411لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، لا يقوم إلى صلاة إلا استن، ثم رده إلى موضعه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح.
وهذا مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابنا.
وروى أبو يحيى الحماني ، عن أبي سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول ، عن واثلة بن [ ص: 377 ] الأسقع ، قال: كان أناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يربطون مساويكهم بذوائب سيوفهم، فإذا حضرت الصلاة استاكوا، ثم صلوا .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " صلاة الخوف " من " سننه ".
وقال: أبو سعد البقال ، غير قوي.
وقد أنكر طائفة من العلماء السواك عند إرادة الصلاة المفروضة في المسجد، وقالوا: ليس فيه نص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل للتهجد في بيته.
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، أنه يكره السواك في المساجد، والذي رأيناه في " تهذيب المدونة ": أنه يكره أن يأخذ المعتكف من شعره أو أظفاره في المسجد، وإن جمعه وألقاه؛ لحرمة المساجد.
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، أنه كان يخطب يوم الجمعة، فذكر أنه لم يستك، فنزل فاستاك.
وهذا يدل على أنه إنما نزل ليستاك خارج المسجد، وأنه رأى السواك في الجمعة عند الوضوء لا عند الصلاة.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " أماليه " من رواية أبي أيوب الأفريقي ، عن صالح بن أبي صالح ، أظنه عن أبيه، عن زيد بن خالد الجهني ، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=932450ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك .
وهذا غريب.
ويستدل به: على أنه إنما كان يستاك في بيته قبل خروجه إلى المسجد.