( قوله ) لحديث ويقف الواحد عن يمينه والاثنان خلفه { ابن عباس } وهو ظاهر في محاذاة اليمين وهي المساواة وهذا هو المذهب خلافا لما عن أنه عليه الصلاة والسلام صلى به وأقامه عن يمينه من أنه يجعل أصبعه عند عقب الإمام وأفاد الشارح أنه لو وقف عن يساره فإنه يكره يعني اتفاقا ، ولو وقف خلفه فيه روايتان أصحهما الكراهة ، وأطلق في الواحد فشمل البالغ والصبي واحترز به عن المرأة فإنها [ ص: 374 ] لا تكون إلا خلفه فلو كان معه رجل وامرأة فإنه يقيم الرجل عن يمينه والمرأة خلفهما ، وإن كان رجلان وامرأة أقام الرجلين خلفه والمرأة خلفهما وإنما يتقدم الرجلين { محمد واليتيم حين صلى بهما أنس } وهو دليل الأفضلية وما ورد من فعل ; لأنه عليه الصلاة والسلام تقدم على من أنه توسطهما فهو دليل الإباحة كذا في الهداية وغيرها ، وذكر ابن مسعود الإسبيجابي أنه لو كان معه رجلان فإمامهم بالخيار إن شاء تقدم ، وإن شاء أقام فيما بينهما ، ولو كانوا جماعة فينبغي للإمام أن يتقدم ، ولو لم يتقدم إلا أنه أقام على ميمنة الصف أو على ميسرته أو قام في وسط الصف فإنه يجوز ويكره وينبغي أن يكون بحذاء الإمام من هو أفضل ، ولو قال المصنف كما في النقاية لكان أولى والزائد خلفه لشمول الزائد الاثنين والأكثر
وفي الخلاصة ، ولو كان المقتدي عن يمين الإمام فجاء ثالث وجذب المؤتم إلى نفسه بعد ما كبر الثالث لا تفسد صلاته وأشار المصنف إلى أن العبرة إنما هو للقدم لا للرأس فلو كان الإمام أقصر من المقتدي تقع رأس المقتدي قدام الإمام يجوز بعد أن يكون محاذيا بقدمه أو متأخرا قليلا وكذا في محاذاة المرأة كما سيأتي ، وإن تفاوتت الأقدام صغرا وكبرا فالعبرة بالساق والكعب والأصح ما لم يتقدم أكثر قدم المقتدي لا تفسد صلاته كذا في المجتبى ، وفي الظهيرية ، ولو انتظر حتى يجيء الآخر ، فإن خاف فوت الركعة جذب واحدا من الصف إن علم أنه لا يؤذيه ، وإن اقتدى به خلف الصفوف جاز لما روي { جاء والصف متصل قام خلف الصف فدب راكعا حتى التحق بالصف فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا بكرة زادك الله حرصا في الدين أبا بكرة } ، ولو كان في الصحراء ينبغي أن يكبر أولا ثم يجذبه ، ولو جذبه أولا فتأخر ثم كبر هو قيل تفسد صلاة الذي تأخر ذكره أن الزندوستي في نظمه والمعنى فيه أن هذا إجابة بالفعل فيعتبر بالإجابة بالقول ، ولو أجاب بالقول فسدت كما إذا أخبر بخبر يسره فقال الحمد لله والأصح أنه لا تفسد صلاته ا هـ .
وفي القنية والقيام وحده أولى في زماننا لغلبة الجهل على العوام .
[ ص: 374 ]