ثم قال:

............ سوى قل اصلاح وأولى ظلام

تلاوته وسبل السلام     ومثلها الأول من غلام

وكل حلاف غلاظ لاهيه     ومثلها التلاق مع علانيه

ثم فلانا لائم ولازب     وأطلقت في منصف فالكاتب

مخير في رسمها      ...........

لما ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=11999أبا داود نقل حذف الألف المصاحبة للام المفردة، وأنه تتبع مواضعه كلمة كلمة استثنى منها ثلاثة عشر لفظا لم يتعرض لها nindex.php?page=showalam&ids=11999أبو داود بحذف، ولا إثبات أولها في النظم. "قل اصلاح"، وآخرها "لازب".

أما "قل اصلاح" ففي "البقرة": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=220قل إصلاح لهم خير وقيده ب: "قل" احترازا من نحو: "أو إصلاح بين الناس".

وأما أولى "ظلام" أي: الكلمة الأولى من لفظه ففي "آل عمران": nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182وأن الله ليس بظلام للعبيد ، واحترز بالأولى عن نحو: الذي في "الأنفال"، و: "الحج" وأما تلاوته ففي "البقرة": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته .

وأما "سبل السلام" ففي "العقود": nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16من اتبع رضوانه سبل السلام ، وقيده بالمجاور وهو "سبل" احترازا من نحو: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=127لهم دار السلام .

وأما الأول من لفظ "غلام" ففي "آل عمران": nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال رب أنى يكون لي غلام ، واحترز بالأول من نحو الواقع في "مريم".

وأما "كل حلاف" ففي "القلم": nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10ولا تطع كل حلاف ، ولم يحترز بالمجاور عن شيء إذ لم يقع له نظير.

وأما "غلاظ" ففي "التحريم": nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6عليها ملائكة غلاظ .

وأما "لاهية" ففي "الأنبياء" إخبارا عن الناس: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم .

وأما "التلاق" ففي "غافر": nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق .

وأما "علانية" ففي "البقرة": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=274الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ، وهو متعدد فيما بعدها.

وأما "فلان" ففي "الفرقان": nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=28لم أتخذ فلانا خليلا .

وأما "لائم" ففي "العقود": nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54ولا يخافون لومة لائم .

وأما "لازب" ففي "الصافات": nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11إنا خلقناهم من طين لازب .

ثم أخبر أن الألف الواقعة بعد اللام أطلقت في "منصف" البلنسي يعني بالحذف، بحيث يعم إطلاقه هذه الألفاظ الثلاثة عشر التي سكت عنها nindex.php?page=showalam&ids=11999أبو داود وغيرها مما حذفه.

[ ص: 81 ] قال الناظم من عند نفسه فيتسبب عن تعميم صاحب "المنصف" لها بالحذف، وسكوت nindex.php?page=showalam&ids=11999أبي داود على الألفاظ الثلاثة عشر المقتضي لبقائها على الأصل من الثبوت تخيير الكاتب فيها بين الإثبات والحذف، لكن يرد على الناظم: أن nindex.php?page=showalam&ids=12111أبا عمرو نص على حذف الأول من: "غلام"، وعلى حذف: "سبل السلام"، فكيف يصح التخيير فيما نص nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو والبلنسي على حذفه وسكت عنه nindex.php?page=showalam&ids=11999أبو داود لا سيما وقد حكى اللبيب إجماع المصاحف على حذف سبل السلام، وسيأتيك ما به العمل في شرح الأبيات بعد، والضمير المستتر في قوله "أطلقت" يعود على الألف الواقع بعد اللام، وضمير "رسمها" يعود على الألفاظ الثلاثة عشر.

ثُمَّ قَالَ:

............ سِوَى قُلِ اصْلَاحٌ وَأُولَى ظَلَّامْ

تِلَاوَتِهِ وَسُبُلَ السَّلَامِ     وَمِثْلُهَا الْأَوَّلُ مِنْ غُلَامِ

وَكُلَّ حَلَّافٍ غِلَاظٌ لَاهِيَهْ     وَمِثْلُهَا التَّلَاقِ مَعْ عِلَانِيَهْ

ثُمَّ فُلَانًا لَائِمٍ وَلَازِبْ     وَأُطْلِقَتْ فِي مُنْصِفٍ فَالْكَاتِبْ

مُخَيَّرٌ فِي رَسْمِهَا      ...........

لَمَّا ذَكَرَ أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبَا دَاوُدَ نَقَلَ حَذْفَ الْأَلِفِ الْمُصَاحِبَةِ لِلَّامِ الْمُفْرَدَةِ، وَأَنَّهُ تَتَبَّعَ مَوَاضِعَهُ كَلِمَةً كَلِمَةً اسْتَثْنَى مِنْهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ لَفْظًا لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهَا nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبُو دَاوُدَ بِحَذْفٍ، وَلَا إِثْبَاتِ أَوَّلِهَا فِي النَّظْمِ. "قُلْ اصْلَاحٌ"، وَآخِرُهَا "لَازِبٌ".

أَمَّا "قُلْ اصْلَاحٌ" فَفِي "الْبَقَرَةِ": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=220قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَقَيَّدَهُ بِ: "قُلْ" احْتِرَازًا مِنْ نَحْوِ: "أَوْ إِصْلَاحٌ بَيْنَ النَّاسِ".

وَأَمَّا أُولَى "ظَلَّامٍ" أَيِ: الْكَلِمَةُ الْأُولَى مِنْ لَفْظِهِ فَفِي "آلِ عِمْرَانَ": nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ، وَاحْتَرَزَ بِالْأُولَى عَنْ نَحْوَ: الَّذِي فِي "الْأَنْفَالِ"، وَ: "الْحَجِّ" وَأَمَّا تِلَاوَتُهُ فَفِي "الْبَقَرَةِ": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ .

وَأَمَّا "سُبُلَ السَّلَامِ" فَفِي "الْعُقُودِ": nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ، وَقَيَّدَهُ بِالْمُجَاوِرِ وَهُوَ "سُبُلَ" احْتِرَازًا مِنْ نَحْوِ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=127لَهُمْ دَارُ السَّلامِ .

وَأَمَّا الْأَوَّلُ مِنْ لَفْظِ "غُلَامٍ" فَفِي "آلِ عِمْرَانَ": nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَاحْتَرَزَ بِالْأَوَّلِ مِنْ نَحْوِ الْوَاقِعِ فِي "مَرْيَمَ".

وَأَمَّا "كُلَّ حَلَّافٍ" فَفِي "الْقَلَمِ": nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ ، وَلَمْ يَحْتَرِزْ بِالْمُجَاوِرِ عَنْ شَيْءٍ إِذْ لَمْ يَقَعْ لَهُ نَظِيرٌ.

وَأَمَّا "غِلَاظٌ" فَفِي "التَّحْرِيمِ": nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=6عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ .

وَأَمَّا "لَاهِيَةٌ" فَفِي "الْأَنْبِيَاءِ" إِخْبَارًا عَنِ النَّاسِ: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ .

وَأَمَّا "التَّلَاقِ" فَفِي "غَافِرٍ": nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلاقِ .

وَأَمَّا "عَلَانِيَةً" فَفِي "الْبَقَرَةِ": nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=274الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ، وَهُوَ مُتَعَدِّدٌ فِيمَا بَعْدَهَا.

وَأَمَّا "فُلَانٌ" فَفِي "الْفُرْقَانِ": nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=28لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا .

وَأَمَّا "لَائِمٌ" فَفِي "الْعُقُودِ": nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ .

وَأَمَّا "لَازِبٌ" فَفِي "الصَّافَّاتِ": nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ .

ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الْأَلِفَ الْوَاقِعَةَ بَعْدَ اللَّامِ أُطْلِقَتْ فِي "مُنْصِفِ" الْبَلَنْسِيِّ يَعْنِي بِالْحَذْفِ، بِحَيْثُ يَعُمُّ إِطْلَاقُهُ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ الَّتِي سَكَتَ عَنْهَا nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرَهَا مِمَّا حَذَفَهُ.

[ ص: 81 ] قَالَ النَّاظِمُ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ فَيَتَسَبَّبُ عَنْ تَعْمِيمِ صَاحِبِ "الْمُنْصِفِ" لَهَا بِالْحَذْفِ، وَسُكُوتُ nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبِي دَاوُدَ عَلَى الْأَلْفَاظِ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ الْمُقْتَضِي لِبَقَائِهَا عَلَى الْأَصْلِ مِنَ الثُّبُوتِ تَخْيِيرُ الْكَاتِبِ فِيهَا بَيْنَ الْإِثْبَاتِ وَالْحَذْفِ، لَكِنْ يَرِدُ عَلَى النَّاظِمِ: أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبَا عَمْرٍو نَصَّ عَلَى حَذْفِ الْأَوَّلِ مِنْ: "غُلَامٍ"، وَعَلَى حَذْفِ: "سُبُلِ السَّلَامِ"، فَكَيْفَ يَصِحُّ التَّخْيِيرُ فِيمَا نَصَّ nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبُو عَمْرٍو وَالْبَلَنْسِيُّ عَلَى حَذْفِهِ وَسَكَتَ عَنْهُ nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبُو دَاوُدَ لَا سِيَّمَا وَقَدْ حَكَى اللَّبِيبُ إِجْمَاعَ الْمَصَاحِفِ عَلَى حَذْفِ سُبُلِ السَّلَامِ، وَسَيَأْتِيكَ مَا بِهِ الْعَمَلُ فِي شَرْحِ الْأَبْيَاتِ بَعْدُ، وَالضَّمِيرُ الْمُسْتَتِرُ فِي قَوْلِهِ "أُطْلِقَتْ" يَعُودُ عَلَى الْأَلِفِ الْوَاقِعِ بَعْدَ اللَّامِ، وَضَمِيرُ "رَسَمَهَا" يَعُودُ عَلَى الْأَلْفَاظِ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ.