فصل وإن من بعد ضمة أتت أو كسرة فمنهما إن فتحت
كمائة وفئة وهزؤا وملئت مؤجلا وكفؤا
فخص المبتدأة بالفصل الأول، وجمع الهمزة المتوسطة المتحركة، والمتطرفة المتحركة الواقعتين بعد ساكن في الفصل الثاني، وجمع الهمزة المتوسطة الساكنة والمتطرفة الساكنة والمتطرفة المتحركة بعد متحرك في الفصل الثالث، وقد عقد هذا [ ص: 173 ] الفصل الرابع لبقية أقسام الهمزة، وهو قسم المتوسطة المتحركة الواقعة بعد متحرك، ويشتمل هذا القسم على تسعة صور حاصلة من ضرب ثلاث حركات الهمزة في ثلاث حركات ما قبلها وستأتي أمثلتها، وهي راجعة إلى نوعين:
1 - نوع يصور من جنس حركة ما قبله.
2 - ونوع يصور من جنس حركة نفسه إلا ما استثني منه.
وقد صدر الناظم هذا الفصل بالنوع الأول؛ فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن فإنها تصور من مجانس تلك الضمة، وهو الواو أو الكسرة، وهو الياء; لأن قياس تخفيفها بعد الضمة الإبدال واوا، وبعد الكسرة الإبدال ياء، ثم مثل للأول: "بهزؤا" و: "مؤجلا"، و: "كفؤا". وللثاني: "بمائة"، و: "فئة"، و: "ملئت"، ومنه و: "ننشئكم". مما هو في الأصل متطرف، ولكنه صار في حكم المتوسط بسبب اتصال ضمير متصل به. الهمزة المتوسطة إذا كانت مفتوحة بعد ضمة أو كسرة،
واعلم أنه لا يندرج في هذا الفصل إلا الهمزة المتوسطة كما قررنا، ولا تندرج فيه الهمزة المتطرفة المتحركة الواقعة بعد متحرك نحو: "بادئ الرأي" في قراءة من همز: بادي ، وإن كان البيت الأول يمكن صدقه بها; لأن هذه اندرجت في صريح قول الناظم قبل "وطرفا إن حركت"، ويدل على أن الناظم لم يقصد اندراجها في هذا الفصل اقتصاره في الأمثلة الستة على المتوسطة.