من كان مسرورا بمقتل ... فليأت نسوتنا بوجه نهار مالك
يجد النساء قوائما يندبنه
... قد جئن قبل تبلج الأسحار
أي: في أول النهار؛ وقد قيل في تفسير هذا غير قول؛ قال بعضهم: معناه: آمنوا بصلاتهم إلى بيت المقدس؛ واكفروا بصلاتهم إلى البيت؛ وقيل: إن علماء اليهود قال بعضهم لبعض: قد كنا نخبر أصحابنا بأشياء قد أتى بها محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن نحن كفرنا بها كلها اتهمنا أصحابنا؛ ولكن نؤمن ببعض؛ ونكفر ببعض؛ لنوهمهم أننا نصدقه فيما يصدق فيه؛ ونريهم أنا نكذبه فيما ليس عندنا. [ ص: 430 ] وقيل: إنهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار؛ فقالوا له: إنك الذي خبرنا في التوراة بأنك مبعوث؛ ولكن أنظرنا إلى العشي لننظر في أمرنا؛ فلما كان بالعشي أتوا الأنصار فقالوا لها: قد كنا أعلمناكم أن محمدا هو النبي الذي هو المكتوب في التوراة؛ إلا أننا نظرنا في التوراة فإذا هو من ولد هارون؛ ومحمد من ولد إسماعيل؛ فليس هو النبي الذي عندنا؛ وإنما فعلوا ذلك لعل من آمن به يرجع؛ فهذا ما قيل في تفسير الآية.