وجائز أن يكون - وهو الوجه - الخبر "نذقه من عذاب أليم"؛ فيكون المعنى: "إن الكافرين والملحدين في المسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم"؛ وقوله (تعالى): سواء العاكف فيه والباد ؛ القراءة الرفع في " سواء " ؛ ورفعه من جهتين؛ إحداهما أن يكون وقف التمام هو: الذي جعلناه للناس ؛ كما قال: إن أول بيت وضع للناس
ويكون سواء العاكف فيه والباد ؛ على الابتداء والخبر؛ ويجوز أن يكون على "جعلناه سواء العاكف فيه"؛ فيرتفع "سواء"؛ على الابتداء؛ ويكون الخبر ههنا "العاكف فيه"؛ أعني خبر "سواء": "العاكف"؛ ويكون خبر "جعلناه"؛ الجملة .
[ ص: 421 ] وتفسير قوله: سواء العاكف فيه والباد ؛ أنه يستوي في سكنى مكة المقيم بها؛ والنازح إليها من أي بلد كان؛ وقيل: "سواء في تفضيله وإقامة المناسك العاكف المقيم بالحرم؛ والنازح إليه".
وقوله: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ؛ قيل: "الإلحاد فيه": الشرك بالله؛ وقيل: كل ظالم فيه ملحد؛ وجاء عن أن احتكار الطعام عمر بمكة إلحاد ؛ وقال أهل اللغة: إن معنى الباء الطرح؛ المعنى: "ومن يرد فيه إلحادا بظلم"؛ وأنشدوا قول الشاعر:
هن الحرائر لا ربات أحمرة سود المحاجر لا يقرأن بالسور
المعنى عندهم: "لا يقرأن السور"؛ وأنشدوا:بواد يمان ينبت البث فرعه وأسفله بالمرخ والشبهان
أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل