وقوله - عز وجل -: قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؛ معناه: "خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع؛ والتي هي أصلح الخلق له؛ ثم هداه لمعيشته"؛ وقد قيل: "ثم هداه لموضع ما يكون منه الولد"؛ [ ص: 359 ] والأول أبين في التفسير؛ وهذا جائز؛ لأنا نرى الذكر من الحيوان يأتي الأنثى؛ ولم ير ذكرا قد أتى أنثى قبله؛ فألهمه الله - عز وجل - ذلك؛ وهداه إلى المأتى؛ والقول الأول ينتظم هذا المعنى؛ لأنه إذا هداه لمصلحته؛ فهذا داخل في المصلحة؛ والله أعلم.