الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقوله - عز وجل -: nindex.php?page=treesubj&link=28908_19881_24582_2497_2527_27079_27487_28640_28860_29723_29785_31011_33154_34367nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن ؛ القراءة بالرفع؛ ويجوز النصب؛ وهي قراءة ليست بالكثيرة؛ ورفعه على ثلاثة أضرب؛ أحدها الاستئناف؛ المعنى: " الصيام الذي كتب عليكم - أو الأيام التي كتبت عليكم - شهر رمضان " ؛ ويجوز أن يكون رفعه على البدل من " الصيام " ؛ فيكون مرفوعا على ما لم يسم فاعله؛ المعنى: " كتب عليكم شهر رمضان " ؛ ويجوز أن يكون رفعه على الابتداء؛ ويكون الخبر " الذي أنزل فيه القرآن " ؛ والوجهان اللذان شرحناهما " الذي " ؛ فيهما رفع على صفة الشهر؛ ويكون الأمر بالفرض فيه؛ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فمن شهد منكم الشهر فليصمه ؛ ومعنى " من شهد " : من كان شاهدا؛ غير مسافر؛ فليصم؛ ومن كان مسافرا أو مريضا؛ فقد جعل له أن [ ص: 254 ] يصوم عدة أيام المرض؛ وأيام السفر؛ من أيام أخر؛ ومن نصب " شهر رمضان " ؛ نصبه على وجهين؛ أحدهما أن يكون بدلا من nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أياما معدودات ؛ والوجه الثاني على الأمر؛ كأنه قال: " عليكم شهر رمضان " ؛ على الإغراء. وقوله - عز وجل -: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185يريد الله بكم اليسر ؛ أي: أن ييسر عليكم بوضعه عنكم الصوم في السفر؛ والمرض. وقوله - عز وجل -: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكملوا العدة ؛ قرئ بالتشديد: " ولتكملوا " ؛ بالتخفيف من " كمل؛ يكمل " ؛ و " أكمل؛ يكمل " ؛ ومعنى اللام والعطف ههنا معنى لطيف؛ هذا الكلام معطوف؛ محمول على المعنى؛ المعنى: فعل الله ذلك ليسهل عليكم؛ ولتكملوا العدة؛ قال الشاعر:
بادت وغير آيهن مع البلى ... إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجج أما سواء قذاله ... فبدا وغير ساره المعزاء
فعطف " مشجج " ؛ على معنى " بها رواكد؛ ومشجج " ؛ لأنه إذ قال: " بادت إلا رواكد " ؛ علم أن المعنى: " بقيت رواكد ومشجج " .