وقوله: أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ؛ بالياء؛ والتاء؛ "أولئك"؛ رفع بالابتداء؛ و"الذين"؛ رفع صفة لهم؛ و"يبتغون"؛ خبر الابتداء؛ المعنى: "الجماعة الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة"؛ و"الوسيلة"؛ و"السؤال"؛ و"السؤل"؛ و"الطلبة"؛ في معنى واحد؛ أيهم أقرب ؛ إن شئت: "أيهم"؛ كان رفعا بالابتداء؛ والخبر "أقرب"؛ ويكون المعنى: "يطلبون إلى ربهم الوسيلة ينظرون أيهم أقرب إليه؛ فيتوسلون به".
فإن قال قائل: فالذي أنكر عليهم هو التوسل بغير عبادة الله إلى الله ؛ لأنهم قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ؛ فالفرق بين المتوسلين إلى الله بمحبة أنبيائه؛ وملائكته؛ وصالحي عباده؛ أنهم يتوسلون بهم موحدين الله - عز وجل -؛ لا يجعلون له شريكا في العبادة؛ والكفار يتوسلون بعبادة غير الله؛ فجعلوا الكفر وسيلتهم؛ ويجوز أن يكون "أيهم أقرب"؛ بدلا من الواو في "يبتغون"؛ فالمعنى: "يبتغي أيهم هو أقرب الوسيلة إلى الله"؛ أي: يتقرب إليه بالعمل الصالح؛ ويرجون رحمته ويخافون عذابه ؛ أي: "الذين يزعمون أنهم آلهة يرجون؛ ويخافون".