وقوله: والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء ؛ أي: قد فضل الله الملاك على مماليكهم؛ فجعل المملوك لا يقدر على ملك مع مولاه؛ وأعلم أن المالك ليس يرد على مملوكه من فضل ما في يده حتى يستوي حالهما في الملك؛ وقيل لهم: "إنكم كلكم من بني آدم؛ وأنتم لا تسوون بينكم فيما ملكت أيمانكم؛ وأنتم كلكم بشر؛ فكيف تجعلون بعض الرزق الذي رزقكم الله له؛ وبعضه لأصنامكم؛ فتشركون بين الله؛ وبين الأصنام؛ وأنتم لا ترضون لأنفسكم فيمن هو مثلكم بالشركة؟".
وقوله: أفبنعمة الله يجحدون ؛ فيها وجهان؛ يجوز أن يكون "أفبأن أنعم الله عليكم اتخذتم النعم لتجحدوا؛ وتشركوا به الأصنام؟!"؛ وجائز أن يكون: "أفبنعمة الله": "أفبما أنعم الله عليكم بأن بين لكم ما تحتاجون إليه تجحدون؟!".