ويقرأ: "وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"؛ على الرفع؛ وفتح اللام الأولى؛ ومعناه معنى حسن؛ صحيح؛ والمعنى: "وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم يبلغ في الكيد إلى إزالة الجبال"؛ فإن الله ينصر دينه؛ ومكرهم عنده لا يخفى عليه ؛ فإن قال قائل: فهل زالت الجبال لمكرهم؟ فقد روي في بعض التفسير قصة التابوت والنسور؛ وأن الجبال ظنت أن ذلك أمر من أمر الله عظيم؛ فزالت.
وقيل: هذا في قصة النمرود بن كنعان ; ولا أرى لنمرود ههنا ذكرا؛ ولكنه إذا صحت الأحاديث به؛ فمعناه أن مكر هؤلاء لو بلغ مكر ذاك؛ لم ينتفعوا به؛ وأما ما توحيه اللغة؛ وخطاب العرب؛ فأن يكون المعنى: وإن لم يكن جبل قط؛ زال لمكر المبالغة في وصف الشيء أن يقال: لو بلغ ما لا يظن أنه يبلغ ما انتفع به؛ قال الأعشى :
[ ص: 168 ]
لئن كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم ليستدرجنك الأمر حتى تهزه
وتعلم أني عنك لست بملجم