ولكل جعلنا موالي [ 33 ]
إذا جاءت " كل " مفردة ؛ فلا بد من أن يكون في الكلام حذف عند جميع النحويين ، حتى إن بعضهم أجاز : " مررت بكل يا فتى " ، مثل قبل وبعد . وتقدير الحذف : ولكل أحد جعلنا موالي . وجواب آخر : أن يكون : ولكل شيء مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالي ، أي وراثا ، أي أولى بالميراث . ( والذين عاقدت أيمانكم ) أي بالحلف . وقرأ : ( والذين عقدت أيمانكم ) وهي قراءة بعيدة ؛ لأن المعاقدة لا تكون إلا من اثنين فصاعدا ، فبابها فاعل . وقراءة حمزة تجوز على غموض من العربية ، يكون التقدير فيها : والذين عقدتهم أيمانكم الحلف ، وتعدى إلى مفعولين ، والتقدير : عقدت لهم أيمانكم الحلف ، ثم حذف اللام مثل : " حمزة وإذا كالوهم " أي كالوا لهم ، وحذف المفعول الأول لأنه متصل في الصلة . فآتوهم نصيبهم فيه قولان : قال الحسن : هي منسوخة بالمواريث ، وقيل : هي منسوخة بقوله : وقتادة وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وهذان واحد ، والقول الآخر أن قال : معناه : فآتوهم نصيبهم من النصر كما وعدتموهم أي ليست منسوخة . قال مجاهدا : قول أبو جعفر أولى ؛ لأنه إذا ثبتت التلاوة لم يقع النسخ إلا بإجماع أو [ ص: 452 ] دليل . مجاهد إن الله كان على كل شيء شهيدا أي قد شهد معاقدتكم إياهم ، وهو - جل وعز - يحب الوفاء .