( في عمد ... ) [9] هكذا روي عن - رضي الله عنه - علي بن أبي طالب وابن مسعود ، وهي قراءة وزيد بن ثابت عاصم ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة . والكسائي
وقرأ [ ص: 290 ] المدنيون ( في عمد ) وإذا جاء الشيء على هذا الاجتماع حظر في الديانة أن يقال: إحداهما أولى من الأخرى. وأجود ما قيل: هكذا أنزل، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « وأبو عمرو » ولكن تلخص القراءات من العربية فيقال: عمود وعمد هكذا فعول وفعيل وفعال يجمعن على فعل، نحو كتاب وكتب ورغيف ورغف، وقد قالوا: أديم وأدم، وهذا كعمود وعمد، اسم للجميع لا جمع على الحقيقة، وكذا أفيق وأفق وإهاب وأهب ونعيم ونعم، وقال: خادم وخدم. أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف
فأما معنى ( في عمد ) فقد تكلم فيه أهل التفسير وأهل العربية، قال : يعني عمدا من نار ممددة عليهم. وقال عطاء الخراساني ابن زيد ( في عمد ممددة ) أي هم مغللون بعمد من حديد قد احترقت فصارت نارا. وقيل توصد عليهم الأبواب، أي تطبق ويقام عليها عمد من حديد ليكون ذلك أشد ليأسهم من الخروج. وقيل: ( في عمد ) أي بين عمد، كما تقول: فلان في القوم أي بينهم، وقيل: مع عمد، كما قال:
587 - وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
أي مع.
وسمعت علي بن سليمان يقول: ( في ) على بابها، أي ثلاثين شهرا داخلة في ثلاثة أحوال.
قال : ومن أجل ما يروى في الآية ما يروى عن أبو جعفر - رضي الله عنه – قال: أتدرون كيف أبواب النار؟ قلنا: مثل أبوابنا هذه، فقال: لا، إن بعضها فوق بعض. ( ممددة ) بالخفض نعت لعمد، وبالرفع نعت لمؤصدة، أو خبر بعد خبر. علي بن أبي طالب