[ ص: 185 ] فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة [18]
هذه القراءة التي عليها حجة الجماعة . وقد حكى : أن في بعض مصاحف الكوفيين أن تأتيهم وقرئ على أبو عبيد إبراهيم بن محمد بن عرفة عن قال حدثنا محمد بن الجهم قال : حدثني الفراء أبو جعفر الرؤاسي قال : قلت ما هذه الفاء في قوله ( لأبي عمرو بن العلاء فقد جاء أشراطها ) قال : هي جواب للجزاء . قلت : إنما هي ( أن تأتيهم ) فقال : معاذ الله إنما هي "أن تأتهم" . قال فظننته أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ . قال : وهي في بعض مصاحف الكوفيين "إن تأتهم" بسنة واحدة ولم يقرأ بها أحد منهم . قال الفراء : ولا يعرف هذا عن أبو جعفر إلا من هذه الطريق . والمعروف عنه أنه قرأ "أن تأتيهم" وتلك الرواية مع شذوذها مخالفة للسواد ، والخروج عن حجة الجماعة . ومن جهة المعنى ما هو أكثر ، وذلك أنه لو كان "إن تأتهم بغتة" لكان المعنى يمكن أن تأتي بغتة وغير بغتة ، وقد قال الله جل وعز ( أبي عمرو لا تأتيكم إلا بغتة ) . ( فقد جاء أشراطها ) جمع شرط أي علاماتها . قال : موت النبي صلى الله عليه وسلم من علاماتها ، وقال غيره : بعث النبي صلى الله عليه وسلم من علاماتها؛ لأنه لا نبي بعده إلى قيام الساعة . وقد قال عليه السلام الحسن قال "أنا والساعة كهاتين" : وإنما قيل : شرط لأن لهم علامات وهيئات ليست للعامة ( محمد بن يزيد فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) قال : أي فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة [ ص: 186 ] "ذكراهم" في موضع رفع بالابتداء على مذهب الأخفش ، وبالصفة على قول الكوفيين . سيبويه