روى عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة ( ابن عباس ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ) قال : ناصرهم . قال وفي قراءة الفراء ( ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا ) وهذه قراءة على التفسير . وقال عبد الله : في معنى ذلك بأن الله يتولى الذين آمنوا في جميع أمورهم وهدايتهم والنصر على عدوهم . وهذه الأقوال متقاربة ومعروف في اللغة أن المولى الولي . وهو معنى ما قال أبو إسحاق : إن المولى الناصر ، وعلى هذا تؤول قول النبي صلى الله عليه وسلم "من كنت مولاه فعلي مولاه" أي من كنت أتولاه وأنصره فعلي يتولاه وينصره ، [ ص: 182 ] وقيل : المعنى من كان يتولاني وينصرني فهو يتولى ابن عباس عليا وينصره . ويبين ذلك ما حدثناه علي بن سليمان عن أبي سعيد السكري عن يونس ، عن محمد بن المستنير قال : إن سأل سائل عن قول الله جل وعز ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) فقال الله جل وعز : مولى كل أحد فكيف قال جل وعز وأن الكافرين لا مولى لهم؟ فالجواب أن المولى ههنا الولي وليس الله جل وعز ولي الكافرين ، وأنشد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
أي ولي المخافة .