[ ص: 177 ] شرح إعراب سورة محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم [1]
"الذين" في موضع رفع بالابتداء وهو اسم ناقص "كفروا" من صلته "وصدوا" معطوف عليه "وصدوا" بزيادة ألف بعد الواو وللنحويين في ذلك ثلاثة أقوال : فمذهب الخليل رحمه الله أن هذه الألف زيدت في الخط فرقا بين واو الإضمار والواو الأصلية نحو "لو" فاختيرت الألف ، لأنها عند آخر مخرج الواو . وقال : لو كتب بغير ألف لقرئ "كفر وصد" ففرق بين هذه الواو وبين واو العطف . وقال الأخفش أحمد بن يحيى : كتب بألف ليفرق بين المضمر المتصل والمنفصل فيكتب صدوهم عن المسجد الحرام بغير ألف ويكتب صدواهم بألف : كما تقول : قاموا هم . قال : فهذه ثلاثة أقوال أصحها القول الأول لأن قول أبو جعفر يعارض بأنه قد يقال : كفر وأفعل فيقع الإشكال أيضا وقول الأخفش أحمد بن يحيى في الفرق إنما جعله بين المضمرين وليس يقع في قاموا مضمر منصوب فيجب على قوله أن يكتبه بغير ألف وهو لا يفعل هذا ولا أحد غيره . ومذهب الخليل رحمه الله [ ص: 178 ] مذهب صحيح ، وهذا في واو الجمع خاصة فأما التي في الواحد نحو قولك : هو يرجو فبغير ألف؛ لأنها ليست واو الإضمار وهي لام الفعل بمنزلة الواو من "لو" فكتابتها بالألف خطأ ، وإن كان بعض المتأخرين قد ذكر ذلك بغير تحصيل ورأيت قد ذكره بالنقصان في النحو وذكر أنه خاطبه فيه . ومن العرب من يقول : اللذون فيجعله جمعا مسلما . فأما ما رواه أبا إسحاق عن مجاهد في قوله جل وعز ( ابن عباس الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) أنهم كفار أهل مكة فجعل الآية فيهم خصوصا ، والظاهر يدل على العموم فيجوز أن تكون نزلت في قوم بأعيانهم ثم صارت عامة لكل من فعل فعلهم وكذا