ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم [67]
أي لو نشاء لمسخناهم في الموضع الذي اجترؤوا فيه على معصية الله عز وجل فما استطاعوا مضيا أي فلم يستطيعوا أن يهربوا ولا يرجعون إلى أهليهم، وحكى : طمس يطمس ويطمس "ولو نشاء لمسخناهم" على مكانتهم يقال: مكان ومكانة ودار ودارة. وحكى الكسائي ابن الأعرابي أن العرب تقول: في جمع مكان أمكنة ومكنات وأن منه حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال أقروا الطير على مكناتها". : مكنات جمع مكنة، ومكنة ومكان بمعنى واحد. أبو جعفر
[ ص: 404 ] وقد تكلم الناس في معنى هذا الحديث فقال بعض الناس: لا تنفروها بالليل ولا تصطادوها إلا أن رحمه الله فسره الشافعي لسفيان بن عيينة على غير هذا، قال: كانت العرب تزجر الطير في مكناتها إذا أرادوا الحاجة يتفاءلون بها ويتطيرون فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: أي لا تزجروها فإن الأمور تجري على ما قضى الله جل وعز، وقد روي عن "أقروا الطير على مكناتها". غير هذا في تأويل هذه الآية، وتأولها على أنها يوم القيامة. قال: إذا كان يوم القيامة ومد الصراط نادى مناد ليقم عبد الله بن سلام محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فيقومون برهم وفاجرهم فيتبعونه ليجاوزوا الصراط فإذا صاروا عليه طمس الله جل وعز أعين فجارهم فاستبقوا الصراط فمن أين يبصرونه حتى يجاوزوه ثم ينادي ليقم عيسى صلى الله عليه وسلم وأمته فيقومون برهم وفاجرهم فتكون سبيلهم تلك السبيل، وكذلك سائر الأنبياء صلوات الله عليهم.