ولقد أضل منكم جبلا [62]
هذه قراءة أهل المدينة والعاصمين، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعيسى وعبد الله بن عبيد بن عمير والنضر بن أنس (ولقد أضل منكم جبلا) بضم الجيم والباء وتشديد اللام، قرأ والكوفيون إلا ابن كثير (جبلا) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وقرأ عاصما (جبلا) بضم [ ص: 403 ] الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام، وقرأ أبو عمرو أبو يحيى والأشهب العقيلي (جبلا) بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام. قال : فهذه خمس قراءات أبينها القراءة الأولى. الدليل على ذلك أنهم قد أجمعوا على أن قرءوا أبو جعفر والجبلة الأولين ويكون جبل جمع جبلة. والاشتقاق فيه كله واحد، وإنما هو من جبل الله الخلق أي خلقهم وقد ذكرت قراءة سادسة وهي (ولقد أضل منكم جيلا كثيرا) بالياء أفلم تكونوا تعقلون أي قد كنتم تعقلون وهذا على جهة التوبيخ وكذا ألم أعهد أي قد عهدت.