إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث [14]
وقرأ (فعززنا) وربما غلط في هذا بعض الناس فتوهم أنه من عز يعز، وليس منه إنما هو من قول عاصم العرب: عازني فلان فعززته أعزه أي غلبته وقهرته وله نظائر في كلامهم، وتأول "فعززنا بثالث" أن الثالث أرسل قبل الاثنين وأنه شمعون وأن معنى "فعززنا" به أنه غلبهم. والظاهر يدل على خلاف ما قال، ولو كان كما قال لكان الأولى في كلام الفراء العرب أن يقال: بالثالث إذ كان قد أرسل قبل، كما يقال: في أول الكتاب سلام عليك وفي آخره والسلام، وكما يقال: مررت برجل من قصته كذا فقلت للرجل.