قال : أي أزلافا. وهو اسم المصدر وزعم الأخفش أن التي تكون للأموال والأولاد جميعا، وله قول آخر، وهو مذهب الفراء ، يكون المعنى وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا زلفى [ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى] ثم حذف، وأنشد أبي إسحاق : الفراء
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
[ ص: 352 ] وأنشد:
إني ضمنت بما أتاني ما جنى وأبي وكان وكنت غير غدور
ويجوز في غير القرآن باللتين وباللاتي وباللواتي وبالذين للأولاد خاصة. إلا من آمن في موضع نصب بالاستثناء، وزعم أنه في موضع نصب على البدل من الكاف والميم التي في "تقربكم" وهذا القول كأنه غلط لأن الكاف والميم للمخاطب فلا يجوز البدل ولو جاز هذا لجاز: رأيتك زيدا. وقول أبو إسحاق هذا هو قول أبي إسحاق إلا أن الفراء لا يقول: بدل لأنه ليس من لفظ الكوفيين ولكن قوله يؤول إلى ذلك، وزعم أن مثله الفراء إلا من أتى الله بقلب سليم يكون منصوبا عنده بينفع، وأجاز أن يكون "من" في قوله جل وعز: "بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن" في موضع رفع بمعنى ما هو إلا من آمن كذا قال، ولست أحصل معناه الفراء فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وأجاز النحويون "أولئك لهم جزاء الضعف" يكون بدلا.
[ ص: 353 ] من جزاء أو على إضمار مبتدأ، وأجازوا "أولئك لهم جزاء الضعف" بمعنى أولئك لهم أن نجزيهم الضعف، وأجازوا "أولئك لهم جزاء الضعف". قال : والمعنى أولئك لهم الضعف جزاء أي في حال مجازاتهم (وهم في الغرفات آمنون) وعن أبو إسحاق (في الغرفات) إسكان الراء، وعن الحسن الأعمش (في الغرفة). قال وحمزة : "الغرفات" جمع غرفة على جمع التسليم إلا أن الراء ضمت فرقا بين الاسم والنعت، ومن قال: غرفات حذف الضمة لثقلها، ومن قال: غرفات أبدل من الضمة فتحة؛ لأنها أخف، ويجوز أن يكون "غرفات" جمع غرف، ومن قرأ (الغرفة) أتى بواحدة تدل على جماعة، والجمع أشبه لأن الإخبار عن جمع. أبو جعفر